Albert Camus: Percubaan untuk Mengkaji Pemikirannya yang Falsafah
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
Genre-genre
49 «إن السعادة والمحال أبناء أرض واحدة.»
50
وعندما يحيل الموت حياتنا إلى صخرة سيزيف، يدفع بها مرة بعد مرة إلى قمة الجبل، لتعود فتنحدر إلى أسفل الوادي، ويعود بدوره فيدفعها من جديد إلى قمة الجبل، فليس لهذا أن يمنعنا أو يمنع سيزيف من أن نكون سعداء: «إن علينا أن نتصور سيزيف إنسانا سعيدا.»
51
ومع ذلك فهذه العبارة الأخيرة تفاجئنا بغرابتها ومرارتها. هل يملك سيزيف حقا أن يكون سعيدا، وهو الذي يتحدى قدره الظالم وجها لوجه؟ لو أنه كان يجهل هذا القدر - مثل أوديب - لكان في جهله به، وإحساسه بأنه مظلوم ما يحمل إلى نفسه بعض العزاء، ولكنه «يعرف» قدره منذ البداية، كما «يعرف» ألا أمل له في الخلاص. إن سيزيف، عنوان الكبرياء الصامتة التي تنفذ عقاب الآلهة وتحتقرها في الوقت نفسه - لا يمكن أن يبحث عن السعادة «فالإنسان الذي يقف أمام نفسه وجها لوجه، أراهن على أنه لا يستطيع أن يكون سعيدا ...»
52
ومع ذلك فإن كامي يقول لنا إن علينا أن نتصور سيزيف إنسانا سعيدا، لسبب واحد لا سبب سواه، وهو أنه يعلم و«يعي». إن كامي يقول بنفسه في كتابه الأول «لست أريد الآن أن أكون سعيدا. إن كل ما أريده هو أن أكون واعيا.»
53
فهل يمكن للوعي بالشقاء أن تتولد عنه السعادة؟ وهل يسعد الإنسان أن يعرف أنه شقي؟ لا يستطيع أحد من وجهة نظر نفسية تجريبية أن ينكر أن سيزيف على درجة معينة من التعاسة والشقاء. إن الناس يختلفون باختلاف مفهومهم عن السعادة. ولو أمكننا أن نتفق على أن السعادة تتضمن في مفهومها العام نوعا من الراحة، فلا بد من القول بأن سيزيف هو أشد المتعبين على وجه الإطلاق. إنه لا يعرف الراحة ولا الاطمئنان. وحتى فكرة التمرد على الآلهة الذين حكموا عليه بعذاب لا ينتهي لا تخطر على باله لحظة واحدة. وإذا سلمنا بأنه يتمتع بنصيب من السعادة، فلا بد لنا من أن نسلم على سبيل المفارقة بأن استمرار اليأس والعذاب يمكن أن يتولد عنه نوع من السعادة، وأن هذه السعادة يمكن أن تنبع من انقطاع الأمل.
54
Halaman tidak diketahui