٢- السجن، والنفي والتغريب:
تعرض ابن حزم للسجن في حياته مرتين:
الأولى: أيام خيران العامري حاكم مدينة المرية، وذلك حينما نُقل إليه أن ابن حزم يسعى لقيام الدولة الأموية، وكانت فترة اعتقاله بضعة أشهر، أُخرج بعدها هو ومن معه إلى حصن القصر على وجه النفي والتغريب عن بلده .
الثانية: بعد توليه الوزارة لعبد الرحمن بن هشام، الملقب بالمستظهر ، إذ كانت وزارته مدة قليلة، انتهت بإلقائه في غياهب السجون، وذلك سنة (٤١٦هـ) .
٣- الأسر:
ففي أواسط عام (٤٠٩ هـ) وعندما كان ابن حزم وزيراً لعبدالرحمن بن محمد، الملقب بالمرتضي ، وقع ابن حزم في الأسر، بعد أن سارت جيوش المرتضي، ومعها ابن حزم، في طريقها إلى قرطبة، حتى إذا مرَّت بغرناطة (٥)، وقفت أمامها، فنشبت الحرب
(١) ينظر: طوق الحمامة، ص١٦١.
(٢) هو أبو المطرف عبدالرحمن بن هشام بن عبدالجبار بن عبدالرحمن الناصر لدين الله، المرواني، الملقب بالمستظهر، كان غاية في الأدب والبلاغة والفهم ورقة النفس، وهو من ولاة قرطبة الذين لم تطل أيامهم، حيث توفي سنة ٤١٤ هـ في عامه الذي بويع فيه.
ينظر في ترجمته: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ١/ ٤٨، المعجب، ص ١٠٥، الحلّة السّيراء، ابن الأبّار ٢/ ١٢.
(٣) ينظر: الكامل في التاريخ ٢٧٧/٩، تاريخ ابن خلدون ١٥٢/٤، ابن حزم لأبي زهرة، ص٣٦.
(٤) هو عبدالرحمن بن محمد بن عبدالملك بن عبدالرحمن الناصر لدين الله، الأموي، الملقب بالمرتضي، بويع على قرطبة عام ٤٠٧ هـ، كان رجلاً صالحاً متقشفاً مائلاً إلى الفقه. توفي سنة ٤٠٩ هـ تقريباً.
ينظر ترجمته في: جمهرة أنساب العرب، ابن حزم، ص ١٠١، الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ١/ ٤٥٣، الكامل في التاريخ ٩/ ٢٧١.
(٥) غرناطة: مدينة عظيمة بالأندلس، وهي من أقدم مدنها وأحسنها، يشقها نهر يسمى حَدَّره، مدّنها وحصّنها بالأسوار وبنى قصبتها حبّوس الصنهاجي، وهي اليوم مدينة كبيرة قد لحقت بأمصار الأندلس المشهورة.
ينظر: معجم البلدان ٢٢١/٤، الروض المعطار، ص٤٥.