Al-Nihayah fi Sharh al-Hidayah
النهاية في شرح الهداية
Penerbit
رسائل ماجستير، مركز الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى
Tahun Penerbitan
1435-1438
Lokasi Penerbit
مكة المكرمة
Genre-genre
Fiqh Hanafi
- قوله: (هادين … وداعين) صفتان لأنبياء وعلماء لا حالان (^١) لما أن إيقاع الحال عن النكرة لا يحسن إلا عند تقديمها على ذي الحال، ولأن الحال يقتضي التزلزل والصفة تقتضي التقرر، اللهم [إلا أن يكون الحال] (^٢) مؤكدةً، ولكن ليس هذا موضع المؤكدة (^٣)، فكانت مبالغة المدح في إيقاعها صفة لاقتضائها [اللزوم لم يؤثر من أثر الحديث رواة] (^٤).
(وَخَصَّ أَوَائِلَ الْمُسْتَنْبِطِينَ بِالتَّوْفِيق حَتَّى وَضَعُوا مَسَائِلَ مِنْ كُلِّ جَلِيٍّ وَدَقِيقٍ)
- قوله: (وخص أوائل المستنبطين) أراد بذلك -والله أعلم- أبا حنيفة وأصحابه ﵃ (^٥)؛ إذ هم الذين شقوا غبار استنباط المسائل ووضعها، وهم الذين تولوا تمهيد قواعد المسائل الشرعية وتبيينها، وهم الملتذون (^٦) بأي عذر استنباط المسائل الفقهية والمُترِصُون (^٧) لأرهاص (^٨) القواعد الدينية، وكل من صنف كتبًا بعدهم أو وضع مسألةً فهو مغترف من بحار علومهم، ومتجرعٌ من [عُمّان] (^٩) أصولهم، وبانٍ على ما أصَّلوه وتالٍ على ما أسسوا، فلهم الدرجة العليا والرتبة القصوى. رزقنا الله شفاعتهم (^١٠) آمين رب العالمين.
(^١) في هامش (ب): قوله: «لا حالان … إلخ» أقول: إن السيد الشريف جوز كونهما حالين باعتبار أن تنوين (رسلًا وأنبياء) للتعظيم فكان الحال من نكرة موصوفة، فليراجع «حاشية الهداية» للسيد قدس الله سره أبو عبدالله.
(^٢) في (ب): «إلا أن يقال بكون الحال».
(^٣) في حاشية (أ): «لعدم شرطها من وجوب حذف عاملها وكونها مقررة بمضمون جملة اسمية».
(^٤) هكذا وردت في النسختين، ولعلها تصحيف من النساخ.
(^٥) سبق التعليق على ذلك ص ٩١.
(^٦) اللذة: نقيض الألم، المحكم والمحيط الأعظم (١٠/ ٥٠) مادة [ل ذ ذ].
(^٧) في حاشية (أ): «من أترصت الأمر وترصته أي أحكمته وقومته. «صحاح»». انظر: الصحاح (٣/ ١٠٣١) مادة [ت ر ص].
(^٨) أرهص الشيء: أثبته وأسسه، والرهص: بالكسر العرق الأسفل من الحائط، انظر: أساس البلاغة (١/ ٣٩٩) المغرب ص (٢٠٣).
(^٩) تصحيف، ولعلها: «عُبابُ»، والعُبابُ: هو الكثرة. انظر: لسان العرب (١/ ٥٧٣)، مادة [ع ب ب]، أو «معين» بمعنى: التمام. انظر: مختار الصحاح (١/ ٤٦٧)، مادة [عين].
(^١٠) هذا من حسن ظنه بهم، والصالحون يشفعون يوم القيامة، كما هو مقرر في معتقد أهل السنة والجماعة. انظر: شرح العقيدة الطحاوية (١/ ٢٩٠)، للإمام علي بن علي بن محمد بن أبي العز الدمشقي المتوفي (٧٩٢ هـ)، تحقيق: د/ عبدالله التركي، وشعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، لبنان، بيروت، الطبعة الأولى ١٤٠٨ هـ، والتعليقات السنية على العقيدة الواسطية ص (١١٤)، لفيصل بن عبدالعزيز المبارك المتوفى سنة (١٣٧٦ هـ) تحقيق: عبد الإله الشايع، الناشر: دار الصميعي للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى ١٤٢٧ هـ.
1 / 11