36

Al-Ikhtilaf fi al-Lafz wa al-Radd ala al-Jahmiyyah wa al-Mushabbihah

الإختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة

Penyiasat

عمر بن محمود أبو عمر

Penerbit

دار الراية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1412 AH

النظر من هذه الجهة صدقوا به، وما لم يكن له مخرج رووه واستشفوه وكذبوا ناقليه ولم يلتفتوا إلى صحيح من الحديث ولا سقيم فآمنوا بمثل قول النبي ﷺ: «إن قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن» لأنه عندهم يحتمل المخرج في اللغة وقالوا الإصبع: النعمة يذهبون إلى قول الراعي:
ضعيف العصا بادي العروق ترى له ... عليها إذا ما أمحل الناس إصبعا
أي ترى له أثرًا حسنًا وكقول الطفيل يصف فحل إبل:
كميت كبكر الناب أحيا بنابه ... مَقالِيتَها واستحملتهن إصبع
يقول لما ضرب في الإبل هذا الفحل عاشت أولادها وكانت قبل ذلك مَقاليت لا يعيش لها ولد.
وقوله: (واستحملتهن إصبع) أي ظهر عليهن أثر حسن المرعى.
والعرب تقول: ما أحسن إصبع فلان على ماله.
ومن تدبر هذا التأويل وجده لا يشاكل ما تقدم من قول النبي ﷺ في هذا الحديث لأنه قال في دعائه: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» فقالت له إحدى أزواجه: أو تخاف يا رسول الله على نفسك فقال: «إن قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الله» . فلو كان قلب المؤمن بين نعمتين من نعم الله لكان القلب محفوظًا بتينك النعمتين فلأي شيء دعا بالتثبيت. ولم

1 / 51