242

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Penerbit

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٣هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني إن شئتِ فكلي أو لا تأكلي. فلما رأت ذلك أكلت (١).
قال سعد ﵁: نزلت هذه الآية في: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: ١٥] (٢) وقد جعل الله سعدًا مستجاب الدعوة لدعوة النبي ﷺ «اللهم استجب لسعد إذا دعاك» (٣). ولم يقتصر الأمر على الرجال بل للنساء مواقف حكيمة.
٨ - ومن ذلك ما فعلته رملة بنت أبي سفيان أم حبيبة، أم المؤمنين ﵄، وذلك أن أباها قدم من مكة إلى المدينة يريد أن يزيد في الهدنة بينه وبين الرسول ﷺ، فلما دخل على بنته أم حبيبة ﵂ وذهب ليجلس على فراش رسول الله ﷺ طوته دونه، فقال: يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول الله ﷺ وأنت امرؤ نجس مشرك، فقال: والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر (٤) قلت: والله لم يصبها إلا قوة الإِيمان ومحبة الله ورسوله ﷺ، فقدَّمت محبة الله ورسوله على محبة والدها المشرك ولم ترضَ أن يجلس المشرك على فراش رسول الله ﷺ فرضي الله عن أم المؤمنين، فإنها لم تأخذها في الله لومة لائم، وهذا من أعظم الحكم.
والصحابة ﵃ جميعًا - رجالَاَ ونساءً، كانت أعمالهم

(١) انظر: صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل سعد بن أبي وقاص ٤/ ١٨٧٧ مختصرًا بمعناه، وأحمد ١/ ١٨١ - ١٨٢، والترمذي ٥/ ٣٤١، وانظر: سير أعلام النبلاء ١/ ١٠٩.
(٢) سورة لقمان، الآية ١٥.
(٣) الترمذي في كتاب المناقب، باب مناقب سعد بن أبي وقاص ﵁ ٥/ ٦٤٩، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ٣/ ٤٩٨، وسند. صحيح. انظر: سير أعلام النبلاء ١/ ١١١.
(٤) انظر: الإصابة في تمييز الصحابة ٤/ ٣٠٦ وعزاه بإسناده إلى ابن سعد. وانظر أيضًا التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر ٣/ ١٣٥.

1 / 260