235

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Penerbit

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٣هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

المطلب الثامن
موقف الحسن بن علي ﵄
الحسن بن علي بن أبي طالب ﵄ ابن بنت رسول الله ﷺ، وهو أحد علماء الصحابة وحلمائهم، وذوي رأيهم، وسيد المسلمين (١) وهو حبيب رسول الله ﷺ، فعن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال لحَسنٍ: «اللهم إني أحبه فأحبه، وأحبب من يحبه» (٢).
وقال أبو بكرة ﵁ رأيت رسول الله ﷺ على المنبر - والحسن بن علي إلى جنبه - وهو يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى، ويقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» (٣).
وقد تحقّق ما قاله رسول الله ﷺ، فإنه عندما قُتِلَ علي بن أبي طالب ﵁ وبايع الناس الحسن بن علي ﵄، وكانت كتائب الحسن كالجبال - كما ذكره البخاري في صحيحه (٤) - فأراد الحسن أن يحقن دماء المسلمين، يجمعهم على إمام واحد يلم شملهم، فتنازل لمعاوية بن أبي سفيان، خال المؤمنين، وكاتب وحي رب العالمين (٥) - رضي الله عن جميع أصحاب رسول الله ﷺ أجمعين - فكان هذا الموقف الذي وقفه الحسن من أعظم مواقف الحكمة، ومن أبرز الأدلة الواضحة على زهد الحسن في

(١) انظر: البداية والنهاية لابن كثير ٨/ ١٦.
(٢) البخاري مع الفتح في كتاب البيوع، باب ما ذكر في الأسواق ٤/ ٣٣٩، ومسلم، واللفظ له، في كتاب فضائل الصحابة - باب فضائل الحسن والحسين ٤/ ١٨٨٢.
(٣) البخاري مع الفتح، في كتاب الصلح، باب قول النبي ﷺ للحسن بن علي ﵂ إن ابني هذا سيد ٥/ ٣٠٧، ٦/ ٦٢٨، ٧/ ٩٤، ١٣/ ٦١، ولفظه من كتاب الصلح.
(٤) البخاري مع الفتح في كتاب الصلح، باب قول النبي ﷺ للحسن: إن ابني هذا سيد ٥/ ٣٠٦.
(٥) انظر: البداية والنهاية لابن كثير ٨/ ٢٠، وتاريخ الحلفاء للسيوطي ص ١٩٤.

1 / 253