231

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Penerbit

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٣هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

المطلب السابع
موقف سعد بن معاذ في حكمه في بني قريظة
كانت بنو قريظة أشدّ اليهود عداوة لرسول الله ﷺ، وقد نقضوا العهد مع رسول الله ﷺ يوم الأحزاب، وتحزّبوا مع الأحزاب، ونالوا من رسول الله ﷺ بالسبّ ونقض العهد.
وبعد أن هُزِمَ الأحزاب رجع رسول الله ﷺ إلى المدينة، قالت عائشة ﵂: فلما رجع رسول الله ﷺ من الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل ﵇ وهو ينفض رأسه من الغبار - فقال: قد وضعت السلاح؛ والله ما وضعته، اخرج إليهم، فقال النبي ﷺ: «فأين؟» فأشار إلى بني قريظة (١).
فخرج إليهم رسول الله ﷺ وحاصرهم خمسًا وعشرين ليلة، وهم في حصونهم، ثم نزلوا على حكم رسول الله ﷺ، فقامت إليه الأوس، فقالوا: يا رسول الله! قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت، وهم حلفاء إخواننا الخزرج، وهؤلاء موالينا فأحسن فيهم، فقال: «ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟» قالوا: بلى. قال: «فذلك إلى سعد بن معاذ». قالوا: قد رضينا. فأرسل إلى سعد بن معاذ (٢) وكان في المدينة لم يخرج معهم لجرح كان قد أُصيب به يوم الخندق، رماه رجل من قريش في الأكحل، فضرب النبي ﷺ له خيمة في المسجد ليعوده من قريب " (٣).
وقد قال سعد عندما أصيب بالجرح: " اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا فأبقني لها؛ فإنه لا قوم أحبّ إلي من أن أجاهدهم فيك، آذوا

(١) البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب مرجع النبي ﷺ من الأحزاب ٧/ ٤١١.
(٢) انظر: زاد المعاد ٣/ ١٣٤.
(٣) البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب مرجع النبي ﷺ من الأحزاب ٧/ ٤١١، وانظر ترجمة سعد بن معاذ في سير أعلام النبلاء ١/ ٢٧٩.

1 / 249