177

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Penerbit

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٣هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

الله أكبر! ما أعظمها من حكمة أسلم بسببها ثمانون أو تسعون أسرة. وهذا مما يوجب على الدعاة إلى الله ﷿ العناية بالحكمة في دعوتهم، ولا يحصل لهم ذلك إلا بفضل الله ثم معرفة هدي النبي ﷺ في دعوته.
٧ - موقفه ﷺ مع الشاب الذي استأذنه في الزنا: عن أبي أمامة ﵁ قال: «إن فتًى شابًّا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه! فقال له: " ادنه "، فدنا منه قريبًا، قال: " أتحبّه لأمّك؛ " قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: " ولا الناس يحبونه لأمهاتهم " قال: " أفتحبه لابنتك؟ " قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال " ولا الناس يحبونه لبناتهم " قال: " أفتحبه لأختك؟ " قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: " ولا الناس يحبونه لأخواتهم ". قال: " أفتحبه لعمتك؟ " قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: " ولا الناس يحبونه لعماتهم ". قال: " أفتحبه لخالتك؟ " قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: " ولا الناس يحبونه لخالاتهم " قال: فوضع يده عليه، وقال: " اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه "، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء» (١).
وهذا الموقف الحكيم العظيم مما يؤكد على الدعاة إلى الله ﷿ أن يعتنوا بالرفق والإِحسان إلى الناس، ولا سيما من يرغَبُ في استئلافهم ليدخلوا في الإسلام، أو ليزيد إيمانهم ويثبتوا على إسلامهم. وكما بين لنا الرسول ﷺ الرفق بفعله بينه لنا بقوله وأمرنا بالرفق في الأمر

(١) أخرجه أحمد في المسند من حديث أبي أمامة ﵁، ٥/ ٢٥٦، ٢٥٧، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وعزاه إلى الطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح ١/ ١٢٩، وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني، برقم ٣٧٠ ج ١.

1 / 193