* المسألة السادسة: جزاؤهم، وما أعده الله لهم
يقول الله - جل وعلا - (^١): ﴿لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨٨) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. وعن حميد بن زياد قال (^٢): قال يوما لمحمد بن كعب القرظي: ألا تخبرني عن أصحاب رسول الله ﷺ فيما كان بينهم؟ - وأردت الفتن -. فقال لي: (إن الله - تعالى - قد غفر لجميعهم، وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم، ومسيئهم). قلت له: وفي أي موضع أوجب لهم الجنة؟ قال: (سبحان الله! ألا تقرأ قوله - تعالى -: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ﴾ إلى آخر الآية. فأوجب أن لجميع أصحاب النبي ﵇ الجنة، والرضوان ...) اهـ، وتمام الآية: ﴿وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (^٣). قال أبو محمد اليمني (^٤) - معلقًا، وقد ذكر الآية -: (فذكر الله ﷾ أنه قد رضى عنهم، وأنه ﷾ يدخلهم الجنة، ولا يكون ذلك إلا من بعد غفرانه لمسيئهم ومحسنهم، وبعلمه السابق بما يكون منهم) اهـ.