162

============================================================

واسهل شهر رمضمان ييوم الخميس:

وعليه قميص مدير ، مذهب دبيقى، وعمامة مذهبة مثله ، وعلى رأسه مظلة مذهبة، يحملها مظفر الصقلى الملقب ببهاء الدولة ، وخلفه ابن فتوح الكتامى، يحمل الرمع على رسم أبيه . وخرج بين يديه الأتراك ، والكتاميون، والقيصرية ، والعبيد، والباطلية ، والديلم ، وسائر الطوائف؛ وركب سائر رجال دولته - عليه السلام - خلفه مع نسم الصقلبى، ولم يستدع من الشيوخ أحدا لمسايرته ، وسار إلى أن قرب من مسجد تبر ، وعاد إلى قصره سالما والحمد لله . ونزلنا ومشينا بين يديه مع كافة الشيوخ إلى أن دخل مسلما محروسا ، وكان يوما حسنا من توافر الناس ، وكثرة الجمع ، وإظهار السلاح ، والزى الحسن ؛ وكان يشاهد ذلك كله طوائف من بنى جراح ، وبادية طى ، وبنو قرة ، وبنو كلاب وغيرهم .

/ وفى يوم الجمعة الليلشين خلتا من شهر رمضان ، ركب مولانا - صلوات الله عليه - إلى صلاة الجمعة فى الجناءم الأزهر ، وركب بين يديه سائر عبيده وخواص دولته ، وعليه طيلسان شرب مفوط ، وعلى رأسه عمامة قصبب بياض مذهبة ، وعليه ثياب دبيقى بياض ، والمظلة دبيقى مذهبة فى ذهابه .

فلما عاد كان على رأسه مظلة دبيقى بياض مخومة مذهبة . وطلع معه المنبر قاضى القضاة أحمد بن محمد بن أبى العوام ، وإبراهم الصائغ المؤدب المعروف بالجليس ، فآرخيا عليه سجف القبة التى فى أعلا المنبر ، وهى مغشاة بمصنحت بياض ، والعنبر يسجر بين يديه فى المداخن الذهبوالغبضة والجوهر ، وخطب

Halaman 180