Kesedihan Pemain Biola
أحزان عازف الكمان
Genre-genre
ألقت بنفسها على صدره وأشبعته تقبيلا قبل أن تترك له الفرصة ليتفضل ويدخل بقامته النحيلة الطويلة، ووجهه المضيء باللحية الصغيرة البيضاء، والبركة التي تشع من ملامحه الواضحة وعينيه الهادئتين الطيبتين. قال وهو ينظر في لهفة إلى الباب المغلق على شقيقته: بركة إنكم بخير. قلت أطمئن عليكم بعد المطر والزوابع الأخيرة.
أسرعت الأرملة تقول: قلت لك جئت في ميعادك. الإفطار جاهز وإخوتي على وصول.
سأل وهو يشد كرسيا من كراسي السفرة وعيناه مثبتتان على الباب: يصلون بالسلامة، والله لهم وحشة، وواجب يطمئنوا على أمهم.
قالت الأرملة وهي تساعده على الجلوس بعد أن وضعت حشية طرية على الكرسي: لا يقصرون أبدا
أن أخرج مسبحته وبدأت سبابته تدور على حباتها الصفراء اللامعة: ربنا يعينهم يا بنتي، كل حي مشغول بنفسه وأكل عيشه. الكل على هذا الحال. لكل يومئذ شأن يغنيه.
قالت الأرملة قبل أن تتجه إلى المطبخ: كلها ساعة أو اتنين ويحضرون. على الأقل يأخذوا منك البركة. ثم وهي تلاحظ نظراته القلقة المثبتة على الباب: أدخل لها بعد ما تشرب الشاي وتأكل لك لقمة. الحالة هي هي.
سألها وهو يتمتم بالدعوات الخافتة: والدكتور يا بنتي ...
قالت وهي تشير بيدها: ربنا هو الشافي، قال استمروا في الدواء والعلاج، الحالة صعبة يا حاج، والعظمة كبيرة، ادع لها ربنا يشفيها ويشفي كل مريض، وادع لي أيضا يا حاج، دقيقة واحدة الشاي على النار.
لم يقل لها إنه أفطر كعادته قبل أن يغادر داره. فمنذ أن ماتت زوجته وتفرق أولاده وتسترت بناته وهو يعيش للعبادة والصلاة ورعاية شئون الجامع في بلدتهم الصغيرة. هو أيضا ينتظر أمر الله ويسأله اللطف في قضائه بعد أن وهب شبابه وكهولته للتعليم في المعهد الديني وخرج إلى المعاش، لم يبق إلا الانتظار في الصف مع أخته الوحيدة وتسليم أمره لرب العالمين.
هيه، ربنا يشفيك يا عالية ويجعل يومي قبل يومك. سنكون آخر الراحلين يا حبيبتي والبركة في الباقيين.
Halaman tidak diketahui