Ahmad Curabi Zacim Muftara Calayhi
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Genre-genre
5
وبناء على ذلك أرسل عرابي إلى جميع قادة الجند يخبرهم بما طلب الخديو ويدعوهم إلى اليقظة قائلا: «يحق لنا الأمل في هممكم التي علمت فيكم ونشاطكم الذي عرفتم به بحيث لا يقع أمر من الأمور - صغيرا كان أو كبيرا - في أي نقطة من النقط التي أنتم بها إلا كنتم حصنا منيعا بينه وبين سكان ديارنا على اختلاف طبقاتهم ومعتقداتهم وتبعيتهم، كما يجب على حضرتكم بذل الهمة ودوام السعي في تسكين كل اضطراب ومنع ما يوجب قلقا أو تشويشا في الأفكار، وفي كل هذا تتخذون حسن المعاملة مع جميع الأهالي والأجانب شعارا لوظائفكم مع التمسك بالآداب المدنية والحقوق الوطنية في سائر الحركات والسكنات كما هو الواجب على كل وطني محب لوطنه ساع في حفظه ونجاة أهله، ونسأل الله - تعالى - أن يوفقنا لحفظ هذا النظام العائد ثمرته على الوطن العزيز».
6
وكانت الشائعات تنتشر في الإسكندرية - ولم يمض على الفتنة يوم - أن الأوربيين يستعدون لهجوم جديد فاجتمع رؤساء الجند وكتبوا إلى القناصل؛ ليطلبوا إلى رعاياهم السكينة والنظام، وأصدر القناصل نداء للأوربيين يحثونهم فيه على التزام السكينة ...
وغادر الخديو القاهرة في اليوم الثالث عشر من يونية إلى الإسكندرية بحجة الاصطياف حسب عادته كل عام وصحبه درويش باشا، وقد ودعه عرابي في المحطة، وقبل تحرك القطار أوصى الخديو عرابي بالسهر على الأمن وأخذ الحيطة لمنع وقوع أي حادث ...
وقد أستراب الناس في سفر الخديو فجأة عقب الفتنة، وفسروا ذلك بأنه أراد أن يبتعد عن عرابي وحزبه؛ ليكون في حمى الأسطولين بالإسكندرية، وأحسوا في هذا السفر المفاجئ شيئا من الخوف وقالوا: إن الخديو على علم بقرب وقوع الحرب ...
والواقع أن الخديو كان يريد السفر إلى الإسكندرية منذ مجيء السفن الأجنبية ... تجد الدليل على ذلك من برقية قنصل فرنسا إلى فرسنيه في اليوم الثامن عشر من مايو؛ إذ يقول: «إن أهم مسألة مستعجلة في الوقت الحاضر هي إقناع الخديو بعدم السفر إلى الإسكندرية؛ فإن هذا السفر يشبه أن يكون فرارا، وتركه العاصمة في الوقت الحاضر معناه العدول عن العودة إليها.
7
ونجد دليلا آخر في برقية لمالت - سلفت الإشارة إليها - يصف فيها موقف الخديو فيقول عن الإنجليز: إنهم هم الذين صرفوه عن السفر إلى الإسكندرية. ومعنى ذلك أنه لولا مساعيهم لسافر إليها.
وقد علق فرسنيه على سفر الخديو بقوله: «كانت رغبة الخديو متجهة منذ وصول العمارة الإنجليزية الفرنسية إلى الالتجاء إلى الإسكندرية؛ ليكون قريبا من مدافعها، وعبثا أريد إقناعه بأن مركزه يجب أن يكون على رأس حكومته قريبا من وزرائه؛ ليتسنى له توجيه أفكارهم وعلى الأخص ملاحظتهم، ولكن مذبحة الإسكندرية كانت له فرصة يحقق فيها رغبته، وقد زعم أنه قصد إليها بحجة تدارك الخطر مع أن النظام كان قد عاد إلى نصابه».
Halaman tidak diketahui