Ahmad Curabi Zacim Muftara Calayhi
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Genre-genre
ولقد وقف عمر لطفي موقفا سلبيا من هذه الأحداث. يتضح ذلك في قول جون نينيه: «تصادف أن قابلت عمر لطفي في الساعة الثالثة، وكان يمشي بملابس عادية ومعه بعض رجال الشرطة، فسألته: لماذا لم تفعل شيئا لإيقاف الفتنة؟ فقال: إنه كان مع القنصل الإنجليزي وقد اعتدي عليه، فقلت: ولماذا لم تذهب بملابسك الرسمية وتستصحب نحو خمسين رجلا من رجال الشرطة الفرسان لتقضي على الفتنة؟ فأجاب بأنه لم يعثر على قنديل رئيس الشرطة، فسألته: ولماذا لم يفعل الجند شيئا؟ فقال: إنهم لم يتلقوا أوامر فلا يستطيعون التحرك، فسألته: وماذا فعل القناصل؟ فقال: إنهم عقدوا اجتماعا، فقلت: ولماذا لم تبرق بما حدث إلى الخديو وإلى عرابي باشا؟ فأجابني في خشونة قائلا: «وما شأنك والمسألة عن هذا؟»
ويقول روثستين: «ابتدأت الفتنة حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر، واستمرت حتى الساعة الخامسة ... حدث هذا كله ورجال البوليس كانوا تارة لا يفعلون شيئا وتارة يشتركون في الفتك والقتال، أما عمر لطفي فكان في أثناء ذلك قد استحوذ على مكتب التلغراف ليكون على اتصال بالخديو ، ولم يخبر سليمان سامي قائد الحامية بشيء عن الفتنة إلا بعد مضي الساعة الرابعة. وحتى في هذه الساعة قد أمر بأن يقود الجنود عزلا من السلاح، على أن الرجل تولى الأمر بنفسه فبرز في الساعة الخامسة وأخمد ثورة المذبحة.»
ويقول عرابي: «إن عمر باشا وهو المحافظ لم يرسل إلي أي نبأ عن الحادث مع أنه يعلم أني أخذت على عاتقي حفظ الأمن والنظام في البلد كله.»
وفي الوقت نفسه كانت الصلة بين عمر لطفي وتوفيق مستمرة أثناء الحوادث كما يشهد بذلك أحمد رفعت بناء على ما وصل إلى علمه من موظفي التلغراف بالقصر. ولقد كتب وهو في السجن أنه يستطيع أن يثبت ذلك، ولكنه بالضرورة لم يتمكن من شيء ...
وقرر كذلك جون نينيه أن مصلحتي التلغراف في الإسكندرية والقاهرة قد شغلتا طوال الوقت بالاتصال بين الخديو وعمر لطفي.
ويقول الشيخ محمد عبده في تقرير له كتبه في منفاه بسوريا: «حقا إن أكثر من اتهموا ومن قبض عليهم بعد الحادث بيوم كانوا يصيحون بقولهم: «لا لوم علينا؛ فإن سعادة المحافظ نفسه هو الذي كان يأمرنا بأن نضرب وأن نسرق.»
8
وجاء كذلك في تلك الورقة المرقمة التي كان يثبت بها ملاحظاته قول الأستاذ: «وعلى القرب من زيزينيا رؤي عمر لطفي فسأله سائل: كيف تكون هنا والمذابح على خطوات منك؟ فقال: لست بقائد، وهذا لا يعنيني ... فسأله: ولماذا لم تحضر بلباسك الرسمي على حصانك شاهرا سيفك في حراسة خمسين من عساكر المحافظين وبذلك كان ينتهي الأمر؟ فأجابه: انصرف ليس هذا من شأنك، وهل أنت محافظ البلد؟»
وجاء فيها أيضا قوله: «لم يصل الخبر عرابي إلا الساعة الرابعة والربع بعد الظهر مع أن القليل من موظفي التلغراف الذين يشتغلون بعد الظهر مع أن القليل من موظفي التلغراف الذين يشتغلون بعد الظهر لم يكن عندهم وقت للعمل إلا في تلغرافات المحافظ، حتى إن رسالتين هامتين من أحد الميرالايات في الإسكندرية لم تقبلا لاشتغال الكثرة بتلغرافات المحافظ.»
وقوله: «ذهب نينيه عند قنصل روسيا وحدثه بما رآه من المحافظ ، فتعجب وقام للمخابرة مع إخوانه القناصل، وبعد ذلك كتب للخديو ودرويش وعرابي، وكانت الساعة الرابعة بعد الظهر.»
Halaman tidak diketahui