Ahmad Curabi Zacim Muftara Calayhi

Mahmud Khafif d. 1380 AH
124

Ahmad Curabi Zacim Muftara Calayhi

أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه

Genre-genre

وسقط في هذه الشوارع جرحى وقتلى من الأجانب والوطنيين.

وقد ذكر جون نينيه، الذي شهد المعركة بنفسه، أن عدد القتلى بلغ 238، منهم 75 من الوطنيين و163 من الأجانب ...

كان لهذه المأساة خطر أي خطر في الظروف القائمة حينذاك، وقد حاول كل حزب أن يتهم الآخر بتدبيرها، فالإنجليز والخديو يعزونها إلى الوطنيين، وهؤلاء يعزونها إلى الإنجليز وإلى عمر لطفي محافظ المدينة ومن ورائه توفيق ...

وظل الحال كذلك حتى قدم عرابي للمحاكمة بعد التل الكبير فما استطاع خصومه أن يثبتوها عليه وهم أصحاب الجاه والنفوذ ...

ورمى محاميه مستر برودلي بالتهمة خصوم عرابي من المصريين، وألح في ذلك، ولعله إنما أراد به أن يبعد الشبهة عن بني جنسه من الإنجليز ...

وفي سنة 1883، تجددت قضية هذه المأساة في مجلس العموم البريطاني، إذ تقدم اللورد راندلف تشرشل يحمل حملة عنيفة على وزارة جلادستون، فاتهم الخديو ومحافظ الإسكندرية عمر لطفي بأنهما المدبران للمأساة، وقد جمعت أدلة اتهامه في كراسة من كراسات الكتاب الأزرق الإنجليزي هي الكراسة «مصر رقم 4 سنة 1884.»

ويجدر بنا أن نتبين وجه الحق في هذه المأساة، لما كان لها من عظيم الخطر في مجرى الحوادث، فننظر هل كانت مبيتة؟ وإذا كان الأمر كذلك فمن بيتها؟ وماذا كان غرضه من هذا الفعل الأثيم؟ ...

كان إجماع الإنجليز عقب المأساة على أنها مبيتة، وذلك لأنهم أرادوا أن يلصقوها بالحزب الوطني، فلما عجزوا عن ذلك راح كتابهم ومؤرخوهم ومنهم كرومر يقولون إن الحادث من الحوادث التي تقع في المدن كل يوم وإنه ابن وقته فلا تبييت هناك ولا غدر من أحد ...

أما أن هذا الحادث في ذاته ابن وقته فذلك ما يقبله العقل في غير صعوبة، بل ما يرجحه على الفرض الثاني، وأما أن الفتنة على الصورة التي ذكرناها كانت كذلك بنت وقتها، فذلك ما يصعب تصوره، على أن المسألة ليست مسألة تصور، إنما هي مسألة حقائق، فلننظر فيما يحيط بها مما يصح أن يساق مساق الحقائق أو مساق الأدلة الصحيحة ...

قرر مستر جويس المهندس الإنجليزي، أن أحد باعة الخضر قال له صباح السبت: اشتر وكل فإن النصارى سيذبحون غدا ، ويقول هذا المهندس إن مثل هذه العبارات قيلت لغيره من الأجانب ...

Halaman tidak diketahui