Ahmad Curabi Zacim Muftara Calayhi

Mahmud Khafif d. 1380 AH
113

Ahmad Curabi Zacim Muftara Calayhi

أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه

Genre-genre

ويقول كذلك وما أبعد ما يقول عن الحق: «إن ضباط الجيش يحصلون بالقوة على توقيعات من الناس على عريضة بطلب عزل الخديو. وإن رئيس مجلس النواب طلب إلى الأعضاء أن يستقروا في بيوتهم لكي يخلصهم من إرغام الجند إياهم على التوقيع.»

10

وللقارئ أن يتدبر في قول كوكسن: «إن كل يوم نتأخره»، ومعنى ذلك أنه كان كصاحبه مالت يستعجل دولته بالعدوان الغادر على البلاد ...

بين عرابي والسلطان

ذكرنا أن الحكومة العثمانية أجابت الخديو بأنها مستعدة لإرسال مندوب إلى مصر إذا جاءها من مصر طلب رسمي بذلك، ويقول كرومر في كتابه: إن هذا الطلب الرسمي أرسل فعلا إلى الآستانة، ومهما يكن من الأمر فإن السلطان في اليوم الثاني من شهر يونيو سنة 1882 عين مصطفى درويش باشا مندوبا عثمانيا ساميا، وأمره بالسفر إلى مصر رئيسا لوفد يعالج الحال فيها، ولعل السلطان كان يرى أن هذا الوفد أو هذه البعثة التي اشتهرت باسم بعثة درويش باشا كانت كفيلة بوضع الأمور في موضعها الصحيح، وإزالة أسباب الشكوى من جميع الجوانب على أساس الاستفادة من الخلاف بين الفريقين ابتغاء تثبيت سلطة الدولة في مصر ...

ووصل درويش باشا ووفده إلى الإسكندرية في اليوم السابع من يونيو، وقد أقلهم إليها اليخت السلطاني «عز الدين»، وكان من أهم أعضاء الوفد الشيخ أحمد أسعد أحد ذوي الحظوة والمكانة عند السلطان عبد الحميد، وبلغ عدد أعضاء البعثة ورجال حاشيتها ثمانية وخمسين ...

ويجدر بنا قبل الكلام على بعثة درويش أن نأتي على تاريخ الصلة بين عرابي والسلطان منذ بدأت بينهما، لما لذلك التاريخ من أهمية لعلاقته بما كان من أمر درويش ومسلكه نحو الخديو ونحو عرابي ...

كانت أولى خطوات عرابي نحو الاتصال بالآستانة تقابله مصادفة في اليوم السادس عشر من أكتوبر سنة 1884 بأحمد راتب باشا، أي بعد يوم عابدين بشهرين وبضعة أيام، وقد ذكر عرابي نبأ هذه المقابلة في موضعين: الأول في مذكراته، والثاني في حديثه مع مستر بلنت بالشيخ عبيد في اليوم الثاني من شهر يناير سنة 1904، أي بعد عودته من منفاه بأكثر من عامين، وقد أثبت بلنت هذا الحديث في آخر كتابه ...

قال عرابي في مذكراته: «وفي 16 أكتوبر تقابلت مع أحمد راتب باشا أحد رجال الوفد العثماني، وأحد رجال المابين المقربين من جلالة السلطان الأعظم في محطة الزقازيق، وكان قاصدا بندر السويس ليبحر منه إلى الحجاز لمأمورية فوق العادة، فركبت معه في عربة واحدة وعرفته بنفسي، ثم أخبرته بكل ما أجريناه من أول الأمر إلى آخره، وإننا لم نشق عصا الطاعة كما يدعي الأوربيون، بل طلبنا الإصلاح باسم الذات الشاهانية، وبذلك علم الصغير والكبير بأن لنا سلطانا شرعيا هو صاحب السيادة العظمى على البلاد المصرية وأن الخديو هو نائب عن جلالته فقط، من بعد أن كانوا لا يعرفون لهم حاكما شرعيا غير الخديو. ولما وصلنا إلى رأس الوادي حضر الضباط والصف ضباط، واصطفوا صفا واحدا تعظيما وإجلالا للذات المشار إليها، وهتفوا بقولهم: يعيش السلطان، ثم ودعناه والتمسنا منه عرض إخلاصنا وطاعتنا على الحضرة السلطانية حين عودته إلى الآستانة العلية، وقام به القطار بين أصوات المودعين والدعاء له وللذات الشاهانية.»

وقال في حديثه مع بلنت: «ولما جاء علي باشا نظامي إلى القاهرة ومعه أحمد راتب باشا من قبل السلطان، انزعج الخديو مخافة أن يحدث تحقيق، ولما كان محمود سامي قد عاد إلى نظارة الجهادية فقد أمرنا أن نغادر القاهرة، فذهبت إلى رأس الوادي وذهب عبد العال إلى دمياط، وبقي علي فهمي في القاهرة، ولم أر علي نظامي ولا كانت لي صلة به، ولكن حدث أن كنت في الزقازيق ذات يوم في زيارة صديقين لي هما: أحمد أفندي الشمسي، وسليمان أباظة باشا، وبينما كنت راجعا بالقطار إلى رأس الوادي، تصادف أن كان أحمد باشا راتب في طريقه إلى السويس ليبحر منها في رحلة إلى مكة، ووجدت نفسي في العربة التي كان يجلس بها، وتبادلنا التحية كشخصين يجهل كلاهما الآخر، وسألته عن اسمه، وسألني عن اسمي، وحدثني عن رحلته وعن أشياء أخرى، ولكنه لم يشر إلى بعثته للخديو، وكذلك لم أسأله عنها، ولكني أخبرته عن ولائي للسلطان بصفته رئيسا لديننا، وقصصت عليه جميع ما حدث، فقال: خيرا ما فعلتم، وتركته عند رأس الوادي، وقد أرسل إلي مصحفا من جدة. ولما عاد إلى استانبول كتب إلي يخبرني أنه ذكرني بخير عند السلطان، وبعد ذلك تلقيت كتابا أملاه السلطان على الشيخ محمد ضفر يخبرني فيه

Halaman tidak diketahui