Cahaya Atas Sunnah Muhammad

Mahmud Abu Rayya d. 1390 AH
127

Cahaya Atas Sunnah Muhammad

أضواء على السنة المحمدية

Genre-genre

ولا نستقصي كل ما جاء في فضل الشام لانه يملا مصنفات كما قال ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم (1) : وقد صنف طائفة من الناس مصنفات في فضائل بيت المقدس وغيره من البقاع التى بالشام ، وذكروا فيها من الآثار المنقولة عن أهل الكتاب وعمن أخذ عنهم ما لا يحل للمسلمين أن يبنوا عليه دينهم ، وأمثل من نقل عنه تلك الاسرائيليات كعب الاحبار ، وكان الشاميون قد أخذوا عنه كثيرا من الاسرائيليات . أصل قرية الابدال كان مما خصوا به بلاد الشام من الفضل - بعد أن وصفوها وأهلها بما وصفوا - أن جعلوا منها " الابدال " ، وقد كانت هذه العقيدة من عوامل هدم الاسلام إذ اتخذها الصوفية أصلا لطريقتهم ، وبنوا عليها ما بنوا من أوهامهم وخرافاتهم . روى الواقدي (2) أن معاوية لما عاد من العراق إلى الشام بعد بيعة الحسن (سنة 41 ه) خطب فقال : أيها الناس إن رسول الله قال : إنك ستلى الخلافة من بعدى ! فاختر الارض المقدسة فإن فيها الابدال - وقد أخبرتكم فالعنوا أبا تراب ! - أي على بن أبى طالب - فلما كان من الغد كتب كتابا ثم جمعهم فقرأه عليهم وفيه : هذا كتاب كتبه أمير المؤمنين معاوية صاحب وحى الله الذى بعث محمدا نبيا وكان أميا لا يقرأ ولا يكتب ، فاصطفى له من أهله وزيرا كاتبا أمينا ، فكان الوحى ينزل على محمد وأنا أكتبه وهو لا يعلم ما أكتب ، فلم يكن بينى وبين الله أحد من خلقه ، فقال الحاضرون : صدقت (3) ! وما كاد معاوية يذكر أن الشام أرض الابدال حتى ظهرت أحاديث مرفوعة عن هؤلاء الابدال نذكر منها ما يلى (4) : 1 - الابدال في هذه الامة ثلاثون رجلا ، قلوبهم على قلب إبراهيم خليل

---

(1) ص 208 ويراجع كتابنا " شيخ المضيرة " . (2) ص 361 ج شرح نهج البلاغة . (3) لم يكن معاوية في كتاب الوحى ولا خط بقلمه لفظة واحدة من القرآن . (4) هذه الاحاديث أوردها السيوطي في الجامع الصغير . (*)

--- [ 131 ]

Halaman 130