وثق صلته بفتحي السبكي؛ حتى إنه منذ أول يوم حرص أن يرافقه في الطريق إلى بيته؛ ليتعرف على مكان البيت، وليؤنس فتحي السبكي في مشواره.
كان فتحي السبكي يملك سيارة لا هي بالسيارة الفارهة ولا هي بالقميئة. وحين وصلا إلى عمارة السبكي قال لعبد الشكور: تفضل نتغدى سوا. - عزومة مراكبية طبعا. - كانت كذلك فعلا، ولكن ما دمت قلت ما قلت فأقسم بالله لن تتغدى إلا معي اليوم. - أصبح أمرا. - اعتبره كذلك.
وانتهز عبد الشكور الفرصة ليوثق صلته بفتحي ويتعرف على أسرته. ولم يفته للوهلة الأولى أن العمارة في جاردن سيتي، وأنها فخمة واضحة المهابة.
وصعد مع فتحي إلى بيته. واضح أنه كريم؛ فدعوته هذه لا تأتي من بخيل. وواضح أيضا أنه يريد أن يبهرني بمسكنه ومأكله.
كانت زوجة فتحي السبكي سيدة في أواسط العمر بشوشا، لم تفزع من الضيف المفاجئ، واثقة أن الطعام الذي لديها لا يخشى هابطا على بيتها دون انتظار.
الشقة فاخرة والأثار واضح الأناقة.
قال فتحي لزوجته وفية سعيد: الأستاذ عبد الشكور حيدر زميلي الجديد في القسم.
وسارع عبد الشكور صائحا: العفو، بل مرءوسه الصغير جدا.
وأحس فتحي بالزهو أمام زوجته، وما لبث أن أسفر عما وراء إصراره أن يتغدى عبد الشكور معه حين قال لوفية مقدما مزيدا من التعريف بالضيف: إنه مقرب جدا من البيه المدير، ويعتبره من أحسن موظفي البنك؛ رغم أنه لم يعين إلا منذ أشهر قلائل.
وانتهز عبد الشكور فرصة لا يمكن أن يفلتها لنافق رئيسه المباشر الذي يرجو منه الخير الكثير: المهم رضاء سعادتك.
Halaman tidak diketahui