من قوس، ولابد لقوسه من وتر ولابد لجميع ذلك من قدر يبلغ ما رشق (٦١) ونَصِب (٦٢) به ما يبلغ ويجوز به ما أصاب وإلا فلا شيء.
فالرامى الرجل والرمية الرزق ولا يجتمع بينهما عقل ولا عز ولا شيء من ذلك إلَّا بقدرة.
وفي ذلك أقول شعرًا:
ما القوس إلَّا عصا في كفِّ صاحبها ... يرعى بها الضأن أو يرعى بها البقرا
أو عود بانٍ (٦٣) وإن كانت منفعة (٦٤) ... حتَّى يضم إليها السهم والوترا
وإن جمعت لها هذي فهي عصي ... حتي يساعد من يرمي بها القدرا
[أخلاق الأتقياء والأشقياء]
وقال: إن حسن السَّمْتِ وطول الصَّمْتِ ومشى القصدِ من أخلاق الأتقياء، وإن سوء السَّمْتِ وترك الصمتِ ومشى الخُيلاء من أخلاق الأشقياء.
فإذا أمسيت فوق الأرض فاذكر من تحتها وكيف كانوا فوقها وكيف حلوا بطنها وكيف كانوا ممسًا.
_________
(٦١) رشق: رما ورشقه - رشقًا: رماه. الوسيط (١/ ٣٤٧).
(٦٢) نصِب: نصبًا: أعيا وتعب وجدَّ واجتهد. الوسيط (٣/ ٩٢٤).
والمقصود والله أعلم ما اجتهد وتعب في رميه.
(٦٣) بان: البان: ضربٌ من الشجر سبط القوام، لين ورقه كورق الصفصاف. الوسيط (١/ ٧٧).
(٦٤) (منفعه): هكذا بالأصل ولعل الصواب [منافعه].
1 / 33