وفى ذلك أقول شعرًا:
وكم رأينا من أخي غِبطة ... أصبح مسرورًا وأمسى حزينًا
وكم فتى يركب طاحونةً (٥٢) ... للحرب قد أصبح فيها طحينًا
وقال في الإعسار والإيسار (٥٣):
كم من صديق لنا أيام دولتنا ... وكان يمدحنا قد صار يهجونا
إني لأعجب ممن كان يصحبنا ... ما كان أكثرهم إلَّا يراؤنا
لم يدر حتَّى انقضت عنا إمارتنا ... من كان ينصحنا أو كان يغوينا (٥٤)
من كان ينصفنا ما كان يصحبنا ... إلَّا ليخدعنا عما بأيدينا
وقال في الصلة والتفضل:
لا يكن من وصلك أحق بصلتك منك بصلته، ولا من يفضل عليك أولى (٥٥) بالتفضل منك عليه.
فإنما أنت وهو كرجلين ابتدرا أكرومَة (٥٦) فقصر أحدهما وبلغ الآخر، فأما القاصر قصر عن حط نفسه وأما البالغ فبلغ بجميل أمره وعظيم قدره.
_________
(٥٢) طاحونة: الطاحونة: الطاحونة: آلة الطحن والجمع طواحين. الوسيط (٢/ ٥٥٢).
(٥٣) وردت كالأصل [الإبصار] ولعل الصواب ما أثبتناه.
(٥٤) يغوينا: من غوى - غيًّا وغواية: أمعن في الضلال واستغواه بالأماني الكاذبة: طلب غيَّه وأضله. الوسيط (٢/ ٦٦٧).
والمقصود والله أعلم يضلنا.
(٥٥) (أولا): هكذا بالأصل والصوالب ما أثبتناه.
(٥٦) أكرومة: الأكرُومة: الفعلة الكريمة. الوسيط (٢/ ٧٨٤).
1 / 31