وأظهر الجميل فليس شئ أعجب إليه من التمكن منك فانظر أن لا يكن شئ أعجب إليك من التحض (٢٤) منه.
وقال في العقل والأدب:
اعلم أن العقل أمير، وأن الأدب وزير، فإن لم يكن وزير ضعف الأمير وإن لم يكن أمير بطل الوزير.
وإنما مثل العقل والأدب، كمثل الصيقل (٢٥) والسيف فإن الصَّيْقَل إذا أعطى السيف أخذه فصقله فعاد جمالًا ومالًا وعضدًا ليعتمد عليه، ويلتجَأ إليه.
فالصيَّقل الأدب والسيف العقل.
فإذا وجد الأدب عقلًا نفعه ووفقه وقواه وسدده كما يصنع الصيقل بالسيف وإذا لم تجد عقلًا لم تعمل شيئًا لأنه لا يصلح إلا ما وجد وإن من السيوف ما يصقل ويسقا ويحد ثم يباع بأدنى الثمن ومنها ما يباع بزينة درًا وزبرجدًا وذلك على نحو الحديد وجودته أو ردائته وكذلك، الرجلان يتأدبان بأدب واحد ثم يكون أحدهما أنفد من الآخر أضعافًا مضاعفة وإنما ذلك على قدر العقل وقوته في الأصل.
وفى ذلك أقول شعرًا:
وقد يصلح التأدب (٢٦) من كان عاقلًا ... وإن لم يكن عقلٌ فلن ينفعَ الأدبُ
_________
(٢٤) (التحض): هكذا بالأصل ولعل الصواب التخفى.
(٢٥) الصَّيْقلُ: شحَّاذ السيوف وجلّاؤها والجمع صياقل وصياقلة [لسان العرب (٣/ ٢٤٧٣)] ط دار المعارف.
(٢٦) (التأدب): هكذا بالأصل ولعل الصواب [التأديب] حتى يستقيم الوزن والله أعلم.
1 / 21