============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقاثق التصوف انهم وإن اختلفوا في القصد وتفرقوا في الطرق فالحق يجمعهم على معنى واحد وأصل واحد، وكل واحد منهم قد تعلق بفرع يؤديه إلى الأصل، وإنما اختلاف العلوم من 3 كثرتها وعزازتها لأن العلم عزيز يعز أهله في الدنيا والآخرة، فمن تعلق بعز الدنيا وركن إليها وإلى بهجة شهواتها صار ذلك ثواب علمه = في عاجله، ومن تعلق بعز الأخرة واشتاق إليها وتذلل في الدنيا وزهد فيها صار ذلك ح ثواب علمه في آجلهح، وذلك عز 6 لا ينفد وتعيم لا يزول.
ثم لكل علم من ذلك حقيقة فمن... (4) علمه عليه حجة، ومن تحقق به صار علما في الدنيا والآخرة، وذلك ثواب علمه وحقيقة تحقيقه.
فأول من أبتدئ بهم من أهل العلم الفقهاء : وهم أئمة الدين ، الحاكمون على الدماء والفروج، المفتون بحقيقة أحكام الله تعالى في خلقه، اشتغلوا بها وأحكموها وذلك أصلهم، وفي ذلك مواجيدهم.
12 ومنهم أصحاب الحديث: وهم الثقات في معانيهم، الحافظون لألفاظ نبيهم صلوات الله وسلامه عليه - المؤدون عنه آثاره، وهم ورثة الأنبياء - صلوات الله عليهم أجمعين- صححوا الشرائع، وحفظوا الرسوم، وقيدوا الأصول، واشتغلوا بها 15 وأحكموها، وذلك أصلهم وفي ذلك مواجيدهم.
ومنهم القراء: تحفظوا القرآن، وتعلقوا بكلام الرحمن، فدرسوه وعرفوا أحكامه وحروفه وقراءته ووقوفه ولغاته، واشتغلوا بها وأحكموها، وذلك أصلهم وفي ذلك 18 مواجيدهم ومنهم المفسرون : العارفون بمعاني القرآن وتفسيره، يعرفون الناسخ والمتسوخ، والمحكم والمتشابه، ويظهرون للناس حقائق خفيات الآيات، وبهم ينتفع الناس، اشتغلوا بها 21 واحكموها، وذلك أصلهم وفي ذلك مواجيدهم.
ال ومنهم أهل اللغة والآداب والنحو: قوموا الفاظ العلم وعرفوا الاشتقاقات والمعاني، وصححوا الاعراب، وأخرجوا المعاني، وجميع أهل العلوم غير مستغنين عنهم لتبيين 24 الرسوم وتحقيق المعاني، اشتغلوا بذلك وأحكموها، وذلك أصلهم وفي ذلك مواجيدهم.
فجميع أهل العلوم وإن اجتمعوا في الأصل فقد افترقوا في الرسوم ، ولكل واحد منهم نسبة غير ماح للآخر، وكان ذلك ملكا وشريعة وطريقا إلى الله عز وجل، تختلف في 26) ملكا: ملك ص [طريقا : طريق ص.
ن ب
Halaman 2