وسأل رجل ثابتا البناني أن يشفع له إلى قاض في قضاء حاجة له، فقام ثابت معه، فكان كلما مر بمسجد في طريقه، دخل فصلى فيه ودعا، فما وصل إلى مجلس القاضي إلا وقد قام منه، فعاتبه طالب الحاجة في ذلك، فقال: ما كنت إلا في حاجتك، فقضى الله حاجته، ولم يحتج إلى القاضي.
وكان إسحاق بن عباد المصري نائما، فرأى في منامه قائلا يقول له: أغث المهلوف، فاستيقظ فسأل: هل في جيرانه محتاج؟ قالوا: ما ندري، ثم نام، فأتاه ثانيا وثالثا، فقال له: تنام ولم تغث الملهوف؟! فقام وأخذ معه ثلاث مئة درهم، وركب بغله وخرج به من البصرة، حتى وقف به على باب مسجد، فصلى فيه على الجنائز، فدخل المسجد، فإذا رجل يصلي، فلما أحس به انصرف، فدنا منه، فقال له: يا عبد الله! في هذا الوقت؟! في هذا الموضع؟! ما حاجتك؟ فقال: أنا رجل كان رأس مالي مئة درهم، فذهبت من بين يدي، ولزمني دين مئتا درهم، فأخرج له الدراهم، وقال: هذه ثلاث مئة خذها، فأخذها، ثم قال له: أتعرفني؟ قال: لا، قال إسحاق بن عباد: فإن نابتك نائبة فائتني؛ فإن منزلي في موضع كذا، فقال له: رحمك الله، إن نابتنا نائبة فزعنا إلى من أخرجك في هذا الوقت ، حتى جاء بك إلينا.
وعن شقيق البلخي، قال: كنت في بيتي قاعدا، فقالت لي أهلي:
Halaman 108