ابن خير قال: حدثنا الفقيه المحدث اللغوي أبو عبد الله محمد ابن معْمر المذحجي عنه قال عنْد إنشاد هذا البيت صلته:
ألا أبْلِغا عَني حُرَيثًا رِسَالَةً ... فَإنّكَ عَنْ قَصْدِ المَحَجَّةِ أنْكَبُ
أتَعْجَبُ أنْ أوْفَيْتَ لِلجَارِ مَرَّةً ... فَنَحْنُ لَعَمْرِي اليَوْمَ مِنْ ذَاكَ نَعْجَبُ
فَقَبْلَكَ مَا أوْفَى الرُّفَادُ لجَارِهِ ... فَأنْجَاهُ مما كان يَخْشَى وَيَرْهَبُ
تَدارَكَهُ في مُنْصِلِ الأَلِّ بَعْدَما ... مَضَى غَيْرَ دَأْدَاءٍ وقد كادَ يَعْطَبُ
يقول هذا الشعر في هِجاءِ الحارث بن وعْلَةَ جدُّ حضين بن المنذر بن الحارث بن وعْلَةَ، وكان جاورَه رجل من بني يربوع فاغير عليه فوفى له حُريث ورد مالَه.
والرّفَاد الذي ذكره هو عمر بن عبد الله بن جعدة بن كعْب.
ومنْصل الأَلّ هو رجب كانوا يمتنعون فيه من الحرب والغارة تعظيمًا له، فينصلون أسنّةَ رماحهِمْ، يقال: نصَّلْت الرمح إذا جعلت فيه نَصْلا، وأنصْلته نزعت نصله.
1 / 34