Aclam Fikr Islam dalam Zaman Moden
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
Genre-genre
وكذلك أصبتم في تعيين وظيفة الخواجة بكتي (ص390) فإنه كان ترجمانا (
Agent consulaire ) للقنصلية الروسية بالقاهرة.
هذا ما سنح لي تحريره في هذه الفرصة، والمرجو من جنابكم أن تغضوا الأنظار عن هفواتي، وتقبلوا عذري على تقصيري؛ فإن العذر عند كرام الناس مقبول.»
علي الليثي
1236ه-1313ه
كان الشيخ علي الليثي في ابتداء أمره مقيما بمسجد الإمام الليثي، وكان ينزل إلى الأزهر لطلب العلم ويعود للمبيت هناك، وكان كريما على فقره، ثم ورد على مصر الشيخ السنوسي الكبير قاصدا الحج، فاتصل به وأخذ عنه الطريق وحج معه، ولما عاد إلى مصر لم يفارقه حتى سافر معه إلى «جغبوب»، وأقام هناك مدة لم يفتأ فيها يطلب العلم ويستفيد، ثم فارقه وعاد إلى مصر، واتصل بأم عباس الأول فجعلته شيخا على مجلس «دلائل الخيرات» عندها، ثم اتصل بالأمير السابق أحمد رفعت ابن إبراهيم باشا الكبير فاعتقد فيه وأطلعه على خزانة كتب عنده فاطلع على ما فيها واستفاد منها، وكان الاعتقاد فيه بسبب سفره إلى جهة المغرب وأخذه علم الزايرجة والأوفاق عن علمائه المشهورين، وتابعه في ذلك كثيرون لاعتقادهم فيه معرفته هذا العلم.
ولما تولى سعيد حكم مصر أمر عبده باشا ضابط القاهرة بجمع من يأكلون أموال الناس بالباطل بهذه الخزعبلات وما إليها ونفيهم إلى السودان، فسيق معهم الشيخ علي الليثي لما علق به من الاتهام بذلك، فبقي في السودان إلى أن عفي عنه وعاد إلى مصر.
ولما تولى الخديو إسماعيل تلألأ نجم الشيخ علي الليثي وبدا سعده فاتصل به وقربه هو والشيخ عليا أبا النصر وجعلهما نديمين له كنديمي جذيمة وصار لا يصبر عنهما في مجالس أنسه، فكانا إذا حضر تلك المجالس أزاحا الكلفة وتبسطا معه في القول والتندير، فكانت لهما في ذلك من النوادر ما يملأ الأسفار.
وقد بلغ من شغفه بهما أن خصص لهما قاعة بديوانه يجلسان بها كأنهما من المستخدمين فيه، وحدث أن أمر بكتابة ألواح على باب كل قاعة من الديوان ليعرف من بها كقلم التشريفات وقلم التحريرات ونحوهما، وسألهما العامل ماذا يكتبه على قاعتهما، فقال له الشيخ الليثي: اكتب عليها: «إنما نطعكم لوجه الله.»
وبسبب تقرب المترجم من الخديو قصده الناس في الشفاعات عند الكبراء، ونفع الله به خلقا كثيرين، جزاه الله عن مسعاه خير الجزاء.
Halaman tidak diketahui