Abu Syuhada Husayn Ibn Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Genre-genre
أضعت وكل أمرك للضياع
ولم يكن أهون لديه من قطع الأيدي والأرجل والأمر بالقتل في ساعة الغضب لشبهة ولغير شبهة. ففي ذلك يقول مسلم بن عقيل وهو صادق مؤيد بالأمثال والمثلات: «ويقتل النفس التي حرم الله قتلها على الغضب والعداوة وسوء الظن، وهو يلهو ويلعب كأنه لم يصنع شيئا.»
وقد كانت هذه الضراوة على أعنفها وأسوئها يوم تصدى عبيد الله بن زياد لمنازلة الحسين؛ لأنه كان يومئذ في شرة الشباب لم يتجاوز الثامنة والعشرين، وكان يزيد يبغضه ويبغض أباه؛ لأنه كان قد نصح لمعاوية بالتمهل في الدعوة إلى بيعة يزيد، فكان عبيد الله من ثم حريصا على دفع الشبهة والغلو في إثبات الولاء للعهد الجديد.
والذين لم يمسخوا في جبلتهم وتكوينهم هذا المسخ من أعوان يزيد بن معاوية، كان الطمع في المناصب والأموال واللذات قد بلغ بهم يبلغه المسخ من تحويل الطبائع وطمس البصائر ومغالطة النفوس في الحقائق. •••
ومن هذا القبيل، عمر بن سعد بن أبي وقاص الذي أطاع عبيد الله بن زياد في وقعة كربلاء، ولم يعدل بتلك الوقعة عن نهايتها المشئومة، وقد كان العدول بها عن تلك النهاية في يديه. فقد أغرى عمر بن سعد بولاية الري، وهي درة التاج في ملك الأكاسرة الأقدمين. وكان يتطلع إليها منذ فتحها أبوه القائد النبيل العزوف، وينسب إليه أنه قال وهو يراود نفسه على مقاتلة الحسين:
فوالله ما أدري وإني لحائر
أفكر في أمري على خطرين
أأترك ملك الري والري منيتي
أم ارجع مأثوما بقتل حسين
وفي قتله النار التي ليس دونها
Halaman tidak diketahui