Abu Syuhada Husayn Ibn Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Genre-genre
ومسلم بن عقبة مخلوق مسمم الطبيعة في مسلاخ إنسان. «وكان أعور أمغر ثائر الرأس، كأنما يقلع رجليه من وحل إذا مشى».
وقد بلغ من ضراوته بالشر وهو شيخ فان مريض، أنه أباح المدينة في حرم النبي
صلى الله عليه وسلم
ثلاثة أيام، واستعرض أهلها بالسيف جزرا كما يجزر القصاب الغنم حتى ساخت الأقدام في الدم، وقتل أبناء المهاجرين والأنصار وذرية أهل بدر، وأخذ البيعة ليزيد بن معاوية على كل من استبقاه من الصحابة والتابعين على أنه عبد قن لأمير المؤمنين!
وانطلق جنده في المدينة إلى جوار قبر النبي يأخذون الأموال ويفسقون بالنساء، حتى بلغ القتلى في تقدير الزهري سبعمائة من وجوه الناس وعشرة آلاف من الموالي. ثم كتب إلى يزيد يصف له ما فعل وصف الظافر المتهلل، فقال بعد كلام طويل: «فأدخلنا الخيل عليهم، فما صليت الظهر - أصلح الله أمير المؤمنين - إلا في مسجدهم! بعد القتل الذريع والانتهاب العظيم، وأوقعنا بهم السيوف، وقتلنا من أشرف لنا منهم، واتبعنا مدبرهم، وأجهزنا على جريحهم، وانتهبناها ثلاثا كما قال أمير المؤمنين - أعز الله نصره - وجعلت دور بني الشهيد عثمان بن عفان في حرز وأمان، والحمد لله الذي شفا صدري من قتل أهل الخلاف القديم والنفاق العظيم، فطالما عتوا وقديما ما طغوا. أكتب هذا إلى أمير المؤمنين وأنا في منزل سعيد بن العاص مدنفا مريضا ما أراني إلا لما بي. فما كنت أبالي متى مت بعد يومي هذا.» •••
وكل هذا الحقد المتأجج في هذه الطوية العفنة إنما هو الحقد في طبائع المسخاء الشائهين، يوهم نفسه أنه الحقد من ثأر عثمان أو من خروج قوم على ملك يزيد.
وكان عبيد الله بن زياد متهم النسب في قريش؛ لأن أباه زيادا كان مجهول الأب فكانوا يسمونه زياد ابن أبيه. ثم ألحقه معاوية بأبي سفيان؛ لأن أبا سفيان ذكر بعد نبوغ زياد أنه كان قد سكر بالطائف ليلة فالتمس بغيا فجاءوه بجارية تدعى سمية، فقالت له بعد مولد زياد إنها حملت به في تلك الليلة.
وكانت أم عبيد الله جارية مجوسية تدعى مرجانة فكانوا يعيرونه بها وينسبونه إليها، ومن عوارض المسخ فيه - وهي عوارض لها في نفوس العرب دخلة تورث الضغن والمهانة - أنه كان ألكن اللسان لا يقيم نطاق الحروف العربية.
فكان إذا عاب الحروري من الخوارج، قال: «هروري» فيضحك سامعوه، وأراد مرة أن يقول أشهروا سيوفكم، فقال: افتحوا سيوفكم. فهجاه يزيد بن مفرغ قائلا:
ويوم فتحت سيفك من بعيد
Halaman tidak diketahui