224

الرد القويم على المجرم الأثيم

الرد القويم على المجرم الأثيم

Penerbit

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٣ هـ

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

ووهب بن منبه وتقديمهما عليه في الذكر مع أنه صحابي جليل قد شهد له رسول الله ﷺ بالجنة، وأما كعب ووهب فهما من التابعين فنبغي تقديم عبد الله بن سلام ﵁ عليهما في الذكر من أجل الصحبة والفضيلة. وأيضا فإن عبد الله بن سلام ﵁ كان مقلا جدًا من النقل عن كتب أهل الكتاب فلا ينبغي ذكره مع المكثرين من النقل عنهم. الوجه الثالث أن أبا رية زاد في كلام ابن خلدون جملة ليست فيه وهي قوله «أو مما كانوا يفترون» وقد نقلها المؤلف من كتاب أبي رية وهي كذب مفترى على ابن خلدون كما يعلم ذلك من كلامه الذي تقدم ذكره في الوجه الأول وهو منقول بالنص من مقدمة ابن خلدون. ومن العجب أن المؤلف قد أكثر الكلام في ذم الدس والوضع والوضاعين وها هو ذا يدس الكذب في كلام ابن خلدون تقليدًا لأبي رية. وهذا من أقبح التناقض، ولا شك أن ذمه للوضع والدس يعود عليه وعلى إمامه أبي رية لأنهما قد استباحا الوضع والدس في كلام ابن خلدون وفي غيره مما تقدم ذكره في عدة مواضع. الوجه الرابع أن المؤلف رمى عبد الله بن سلام ﵁ وكعب الأحبار ووهب بن منبه بالافتراء وبث الأكاذيب والترهات في الدين الإِسلامي والكذب على رسول الله ﷺ وقد أخذ المؤلف ذلك من كتاب أبي رية وهو من البهتان الذي قال الله تعالى فيه (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا). وعن أبي الدرداء ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال «من ذكر امرءا بشيء ليس فيه ليعيبه به حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاذ ما قال فيه» رواه الطبراني قال المنذري وإسناده جيد وفي رواية له «أيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء يشينه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاذ ما قال». وعن ابن عمر ﵄ قال سمعت رسول الله ﷺ يقول «من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال» رواه أبو داود والطبراني والحاكم وصححه، وزاد الطبراني «وليس بخارج».

1 / 223