223

الرد القويم على المجرم الأثيم

الرد القويم على المجرم الأثيم

Penerbit

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٣ هـ

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

وعن المغيرة بن شعبة ﵁ قال «قام فينا رسول الله ﷺ مقاما أخبرنا بما يكون في أمته إلى يوم القيامة وعاه من وعاه ونسيه من نسيه» رواه الإِمام أحمد والطبراني قال الهيثمي ورجال أحمد رجال الصحيح غير عمر بن إبراهيم بن محمد وقد وثقه ابن حبان، وعن أبي كبشة الأنماري ﵁ قال لما كان في غزوة تبوك تسارع الناس إلى أهل الحجر يدخلون عليهم فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فنادى في الناس الصلاة جامعة قال فأتيت رسول الله ﷺ وهو ممسك بعيره وهو يقول «ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم» فناداه رجل نعجب منهم يا رسول الله قال «أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وما هو كائن بعدكم فاستقيموا وسددوا فإِن الله ﷿ لا يعبأ بعذابكم شيئا وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم بشيء» رواه الإِمام أحمد قال ابن كثير وإسناده حسن ولم يخرجوه. وفي هذه الأحاديث أبلغ رد على كلام ابن خلدون لأن النبي ﷺ لم يترك شيئا من بدء الخلق إلى قيام الساعة إلا ذكره لأمته، فأي حاجة بهم مع بيان النبي ﷺ إلى سؤال أهل الكتاب والاستفادة منهم. وقد جاء في القرآن العظيم من الأخبار عن بدء الخلق وعن أسباب الكون وأسرار الوجود وعن الماضين من الأنبياء وأممهم وعن زوال الدنيا وفنائها وما يكون بعد قيام الساعة وعن مآل الخلق يوم القيامة ما فيه غنية عما سواه من الكتب، وفيه أبلغ رد على كلام ابن خلدون. وقد قال عبد الله بن مسعود ﵁ «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإِنهم لن يهدوكم وقد ضلوا إما أن تكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل وإنه ليس أحد من أهل الكتاب إلا وفي قلبه تالية تدعوه إلى دينه كتالية المال» رواه ابن جرير. وقال ابن عباس ﵄ «كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل إليكم على رسول الله ﷺ أحدث تقرءونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا وغيروا وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم» رواه البخاري. المأخذ الثالث ذكره عبد الله بن سلام ﵁ مع كعب الأحبار

1 / 222