وأخرج هذا الحديث مسلم(1) عن الزهري عن عروة عن عائشة إلى قوله: ما تركنا فهو صدقة، وزيادة قوله: ((فهو)) زيادة شاذة لاتحاد الحديث والراوي وإجماع جمهور الرواة عن الزهري على لفظ: ((ما تركنا صدقة)) بدون قوله: ((فهو)).
وإنما أراد راوي مسلم سد الذريعة إلى توجيه الحديث وجها آخر، وهكذا فعل أحد رواة البخاري.
وهكذا يتصرفون في الروايات بالزيادة والنقص عملا باستحسانهم، وقد ذكر النووي في شرح مسلم عند ذكر سب العباس لعلي عليه السلام(2) عن المازري قال: وقد حمل هذا المعنى بعض الناس (أي وجوب تنزيه الصحابة) على أن أزال هذا اللفظ من نسخته تورعا عن إثبات مثل هذا...إلى آخره.
النكارة في هذه الرواية
نكارة من جهة تفرد الزهري بالرواية عن عروة.
والرواة عن عروة كثير جدا، ولو كان يرويه لكانت روايته مشهورة يرويها تلاميذه، لتوفر داعيه إلى روايتها، وتوفر دواعيهم إلى نقلها لينصروا مذهبهم في هذا المعنى.
ونكارة من جهة المعنى وهي: أن نساء النبي ليس لهن إلا الثمن بينهن، لقول الله تعالى: {فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم}[النساء:12] وهن تسع فليس للواحدة منهن إلا تسع الثمن.
पृष्ठ 23