وفي سنة 1950 وقع حادث خطير، لكن قبل أن نصل إلى هذه السنة يجدر بنا أن نرجع إلى الوراء أكثر من إحدى وخمسين سنة، لنمشي مع حياة مشرفة خطوة خطوة.
في يوم 11 يوليو من عام 1898 تمت ولادة علي مصطفى مشرفة، وفي عام 1914 حصل على البكالوريا «علمي» من المدرسة السعيدية، وكان أول الناجحين في جميع المدارس، وفي عام 1917 نال إجازة المعلمين العليا، وسافر في بعثة إلى إنجلترا، حيث التحق بجامعة توتنجهام، وتخرج فيها عام 1920 بعدما حصل على بكالوريوس العلوم، ثم التحق بالكلية الملكية بلندن، فحصل على دكتوراه الفلسفة في العلوم عام 1923، وفي عام 1924 نال الدكتوراه في العلوم، فكان أصغر عالم حصل على هذه الدكتوراه في العالم.
اشتغل بالتدريس في مدرسة المعلمين العليا، وكان أول أستاذ مصري للرياضة في كلية العلوم، وظل في منصبه هذا عشر سنوات، وفي عام 1936 أصبح أول عميد مصري لكلية العلوم، وفي عام 1946 عين وكيلا لجامعة القاهرة، ثم أقصته الحكومة عن هذا المنصب سنة 1948، وظل عميدا لكلية العلوم.
وللدكتور علي مصطفى مشرفة خمسة وعشرون بحثا في نظرية «الكم»، ونظرية النسبية لأينشتاين، والطاقة الذرية.
وقد ألف وحده ومع آخرين ثلاثة عشر كتابا علميا، وهو أول عالم مصري دعته أمريكا رسميا إلى إلقاء محاضرات عن الذرة في جامعة برنستون، وأول عالم مصري يشترك في الموسوعة العالمية للشخصيات العلمية طبعة نيويورك وطبعة لندن، وكان عالما في الموسيقى؛ فهو أول من قام بدراسة مقارنة لاستخدام «الأوكتاف» والمقام، بين السلم الموسيقي الغربي والسلم الموسيقي الشرقي.
وكان رئيسا لأول جمعية مصرية لهواة الموسيقى والأغاني العالمية، وعضوا في المجلس الأعلى لشئون الموسيقى، واللجنة المصرية لتخليد ذكرى شوبان.
وفي 16 يناير من عام 1950 وقع الحادث الجلل، احترق الشهاب المشحون علما وذكاء وعبقرية؛ مات علي مصطفى مشرفة وفي رأسه كثير من العلم، وفي نفسه كثير من الألم!
فقد حزت في نفسه محاولة إذلاله بإقصائه عن منصب وكيل الجامعة، ومنعته كبرياؤه من أن يشكو، وكما عاش حياته العلمية في هدوء، لفظ آخر أنفاس حياته في هدوء!
أستاذ أجيال
ما أشبه تاريخ أستاذنا أحمد لطفي السيد بتاريخ بلادي! كلاهما في حاجة إلى مؤرخ يعيد كتابته بفهم وعدالة، ولست هذا المؤرخ على أي حال!
अज्ञात पृष्ठ