وحسبت أن حركاته لا علاقة لها باللحن، ولما انتهى عبد الوهاب من الغناء، دنوت من العالم الجهير المهيب الأستاذ الكبير الدكتور علي مصطفى مشرفة، وسألته عن رأيه في الأغنية التي سمعها.
فقال: إن الأغاني المصرية تمشي في طريق التطور.
وعدت أسأله: هل تهوى الموسيقى؟
فقال: أهواها وأدرسها! - هل عندنا ألحان عالمية؟
قال: عندنا صوت عالمي، هو صوت أم كلثوم. - ولكنك عالم متخصص في أشياء لا تمت إلى الموسيقى بصلة.
قال: في أعماق كل عالم فنان، هذا إذا صح أني عالم!
وأخذت أتعقب تاريخ حياة هذه العبقرية الفذة، ووجدتني أعيش في جو ساحر يثير العجب والدهشة.
فالدكتور علي مشرفة فرض الحديث عنه في تلك الأيام من عام 1948؛ فقد أقام في مصر أول معرض علمي للطاقة الذرية، ولقي هذا المعرض اهتماما من الهيئات العلمية الدولية.
وكان يشغل منصب وكيل جامعة القاهرة، ولم يكن للجامعة مدير، فكان هو مدير الجامعة بالنيابة، ثم دب الخلاف بينه وبين الوزارة، فأقصته عن وكالة الجامعة، وظل محتفظا بمنصبه عميدا لكلية العلوم.
لم يكن الدكتور مشرفة يعبأ بأبهة المنصب، ولكنه شعر بمرارة في إقصائه عن إدارة الجامعة، وعانى شعوره المر في صمت وكبرياء.
अज्ञात पृष्ठ