ووعظه وحبب له الاسلام وأوضح منهاجه فأسلم على يده واستمال بركة عامة أصحابه إلى الاسلام وقصد أن يبر الشيخ بشي قبالة ما أسداه اليه فأمر له ببايزة بالبلاد التي هو فيها ليكون وقفا على الفقهاء والصلحاء ويجبي أموالها اليه فأرسل البايزة إلى الباخرزي فلما وصلته قال لرسوله ما هذه قال هذه تبسط يد الشيخ في الأقاليم وتحمى كل من يكون معه فقال له اربطها على حمار ثم أرسله في البرية فنان حمته من الذباب فأنا أقبلها وان كانت لا تحمى الحمار فما عساه لي فيها من الأوطار وأبي أن يقبلها فعاد الرسول فأخبر بركة بما قال الشيخ فقال بركة أنا أتوجه بنفسي اليه وسار اليه ووصل بخارا وأقام باب الشيخ ثلاثة أيام لم يأذن له الشيخ في الدخول اليه حتى تحدث معه بعض مريديه وقال أن هذا ملك كبير وقد أتي من بلد بعيد يلتمس التبرك بالشيخ والحديث معه فلا بأس بالاذن له فأذن له عند ذلك فدخل اليه وسلم عليه وكان الشيخ متبرقعا ولم يسفر له عن وجهه ووضع بين يديه مأكولا فأكل منه وجدد اسلامه على يده وعاد عنه إلى بلده فكان من اسلامه واسلام ذراريه ما كان ونفذت أوامره وامتدت وأسلمت زوجته ججك واتخذت لها مسجدا من الخيم يحمل معها حيث اتجهت ويضرب حيث نزلت و كان من شأنها وشأن زوجها ما نذكر.
خطبها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن العزيز فزفت اليه بدمشق ودخل بها واحتفل لها احتفالا كثيرا.
وفيها توفي بدمشق القاضي الفقيه ابو القاسم محمد بن أبي اسحاق بن ابراهيم الحموي الشافعي المعروف بابن المنقشع والمنعوت بالعماد والي القضاة بحماة وترسل عن صاحب حمص الى بغداد مرارا ودخل مصر وتولى القضا بها ثم خرج إلى الشام فتوفي.
وتوفي الشيخ ابو شجاع بكبرس بن عبدالله بن عبدالله التركي الفقيه الحنفي المعروف بنجم الدين الزاهد مول الخليفة الناصر لدين الله ودفن بتربة الإمام أبي حنيفة ببغداد.
وتوفي بمصر الشيخ أبو الخير بن عثمان بن محمد بن حاجي المقري
وفيها توفي بحران الشيخ الفقيه العالم أبو البركات عبد السلام بن عبدالله الحراني الحنبلي المعروف بابن تيمية وكان من أعيان العلما وأكابر الفضلا ببلده
وتوفي بدمشق الشيخ الامام شمس الدين أبو محمد عبد الحميد بن عيسى بن عمويه الخسروشاهي و كان من تلامذة الامام الأجل فخر الدين بن الخطيب واشتغل عليه بعلم المعقولات وبرع فيه فاقراه مدة بالشام ومصر وكان أحد العلما المشهورين الجامعين لفنون من العلم.
पृष्ठ 15