============================================================
حديث كثير وأخبار كثيرة(1). فأما القلم الذي خلقه الله قبل كل شيء فالله أعلم بكيفيته. وليس لنا أن نقول إلا ما روي. وأما اشتقاقه من اللغة فإنه(2) يقال: قلمته، أي قطعته وهيأته من جوانبه وسويته وبريته(3). قال: وقيل لأعرابي: ما القلم؟ ففكر ساعة، وقلب يديه، ثم قال: لا أدري. فقيل له: توهمه. فقال: هوا عود قلم من جوانبه كتقليم الأظفور، فسمي "قلما". قال المقنع الكندي: [الكامل] يحفى فيقصم من شعيرة أنفه كقلامة الأظفور من قلامه(4 والقلم في كلام العرب القدح والسهم الذي يتساهم به . والأقلام: السهام جال على الشيء الذي يقسم. قال الله عز وجل (إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم) [آل عمران: 44]. قال أبو عبيدة: أقلامهم: قداحهم(5). وقال بعض أهل التفسير : أقلامهم: سهامهم. قال: وذلك أن الأنبياء تشاحوا أيهم يكفل مريم، فضربوا عليها بالسهام، فخرج سهم زكريا عليه السلام(6). قال الله عز وجل (وكفلها زكريا) [آل عمران: 37].
ويقال إن الإقليم أخذ من ذلك. يقال إن الأرض سبعة أقاليم، أي سبعة أسهم. فإقليم "إفعيل" من القلم. وقال قوم: سمي السهم "قلما" لأنهم كانوا يكتبون أسماءهم وأنصباءهم بالقلم، فسمي السهم "قلما" لذلك. وقال غيره: سمي قلما" لأن القدح على هيئة القلم(7)، وسمي النصيب "سهما" لأن سهام العرب صغيرة. ويكون السهم على مقدار القلم أو يزيد قليلا . وكانوا يكتبون أسماءهم على القداح. فإذا لم يحضر القدح، كتبوا على السهم، فأجالوا السهام بدل القداح. والقدح والقلم والسهم، كل هذه تبرى وتسوى وتقلم. والتقليم هو البري (1) من شكلين: سقطت من ه.
(2) سقطت من ب.
(3) وبريته : سقطت من ه (4) الحيوان للجاحظ 65/1، وانظر شعر المقنع الكندي في كتاب "شعراء أمويون" ص 213 .
(5) أبو عبيدة : مجاز القرآن 93/1.
(6) تبنى الطبري هذا التفسير، وكرره في تفسيره مرتين 282/3 و313/3 .
(7) من : وقال غيره: زيادة من م.
268
पृष्ठ 271