243

============================================================

علي [الإسراء: 62]، أي فضلته علي ورفعته فوقي. وقال (ولقد كرمنا بني آدم) الإسراء: 70]، أي شرفناهم وفضلناهم على سائر الخلق. قال أبو عبيدة: كرمنا، أي أكرمنا، إلا أنها أشد مبالغة في الكرامة(1). وقال غيره: يقال: الكريم: الذي لا يمن إذا أعطى، فيكدر العطية بالمن . وقال الأعشى(2): [الكامل] ي كريم لا يكدر نعمة وإذا تنوشد في المهارق أنشدا(3) فقيل لله عز وجل "كريم"، لأنه غني عن خلقه، يعطي خلقه لغناه مما(4) يهبه لهم، وهو يعطي من سعة، لا تنقصه العطايا. وهو الكريم، لأنه صفوح عن ذنوبهم، مرتفع عنهم، غالب لهم بالسلطان والملك، لا يمن بالعطايا. فهو الواسع الكريم عز وجل.

[27 االوقاب والواهب والجواد والغني ومن صفاته عز وجل "الوهاب" و"الواهب". فالواهب هو الذي لم يبخل على خلقه، فوهب لكل ما يحتاج إليه. والوهاب لأن من شأنه الهبة. فخلق الخلق كله، وهب بعضه لبعض، ولم يبخل بشيء منه فيحبسه، لأنه غني عنه، غير محتاج إلى شيء منه . بل وهبه كله لحاجة بعضه إلى بعض، وجاذ به واستغنى عنه ، إذ لم يخلقه لحاجة منه إليه، ولا حبسه بخلا منه .

والجواذ في لغة العرب هو الذي يتفضل على من لا يستحق، ويعطي من لا يسأل، ويعطي الكثير ولا يخاف الفقر، وهو الذي يهب الشيء بلا تقدير، بل يهب كثيرا حتى لا يقادر قدره . فذاك يقال له "الجواد" و"الوهاب" . ومنه قيل: مطر جواد، إذا جاء كثيرا بلا مقدار. وقالوا: فرس جواد، لأنه يعدو عذوا كثيرا قبل أن يطلب منه . قال زهير: [البسيط] (1) أبو عبيدة : مجاز القرآن 386/1 .

(2) في ب: عدي بن زيد.

(3) مجاز القرآن 1/ 312، ديوان الأعشى ص 55 .

(4) في الأصول: عما.

पृष्ठ 240