============================================================
[26] الواسع الكريم ومن صفاته "الواسع"، وهو الغني. يقال: أعطى من سعة(1)، أي من غنى : وقال الله عز وجل لينفق ذو سعة من سعته [الطلاق: 7]، أي ذو الغنى من ناه(2). وقال عز وجل (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى} [النور: 22]، يعني أولي الغنى. قال أبو عبيدة في قوله إن الله واسع عليم) [البقرة: 115]، أي جواد، يسع لما يسأل(3). ويقال: وسع الله على فلان، أي أغناه.
و"الكريم" يقال هو الصفوح عن الذنوب. قال المفسرون في قوله ما غرك بربك الكريم) [الانفطار: 6]، قال: الصفوح. وكذلك قالوا في قوله (إن ربي غ ني كريم) [النمل: 40]، أي صفوح. وقال أهل اللغة: الكريم: المرتفع من كل شيء. يقال: فلان أكرم قومه، أي أرفعهم منزلة، وأعظمهم قدرا، وأنبلهم في ن فسه. وكذلك يقال في كل شيء ارتفع عن منزلة نظرائه. يقال: فرس كريم، إذا كان أشهر الأفراس فراهة، وشجرة كريمة، أي ناعمة حسنة التثمير نضرة. قال الله عز وجل (أنبتنا فيها من كل زوج كريم [الشعراء: 7]. وهذه صفة وصف بها أصناف كثيرة(4) من الخلق؛ من الناس والدواب والنبات والشجر وغير ذلك. وكل شيء وصف بالكرم فإنما يراد به الارتفاع والشرف والفضل. ومنه يقال: أكرمت فلانا وكرمته، أي رفعته وبجلته وفضلته. قال الله عز وجل (إني ألقي إلي كتابا كريم) [النمل: 29]، أي شريف.
ويقال سمي "كريما" لأنه كان مختوما . ويقال سمي "كريما" لشرف صاحبه.
وقال عز وجل وندخلكم مدخلا كريما) [النساء: 31]، أي فاضلا. ولالهم مغفرة ورزق كريم) [الأنفال: 74]، أي فاضل. وقال (أرأيتك هذا الذي كرمت (1) الزجاج : تفسير أسماء الله ص 51.
(2) ابن قتيبة : تفسير غريب القرآن ص 15.
(3) أبو عبيدة : مجاز القرآن 51/1.
(4) في ب : أصناف كثير من الخلق.
236
पृष्ठ 239