ज़ैतूना व सिन्दियाना
الزيتونة والسنديانة: مدخل إلى حياة وشعر عادل قرشولي مع النص الكامل لديوانه: هكذا تكلم عبد الله
शैलियों
أرسل حمامات كلماتي؛ لتطير فوق أسطح المدن النائمة،
وألقي في بحار اللامبالاة زجاجات بريدي،
بلا انقطاع.
20 (ك) اسمعه وهو يقول في أحد أحاديثه التي ترجع إلى عام 1986م: «إن الشعر عندي هو أسلوب وجودي، والتوقف عن الكتابة يعني في نظري أن أتوقف عن الحياة. إنني لا أستطيع أن أعيش بدون تواصل مع الغير. هذه خاصية إنسانية. والكتابة هي الطريقة التي أتواصل بها مع الآخرين. وحل المتناقضات، أو تقديم إمكانيات حلها هي إحدى وظائف الشعر، أي نوع من العلاج. فإذا تناول المخاطب إنتاجي الأدبي في يده، فربما جرب هذا الأسلوب في العلاج، وربما استطاعت القصيدة أن تؤثر عليه كما أثرت على الشاعر، أي ربما عالجت بعض أزماته وتناقضاته، وجعلته أقدر على التعايش مع عالمه.»
21
والواضح من العبارات السابقة أن وظيفة الشعر هنا قد انسحبت إلى الباطن، وربما تكون قد كفكفت من طموحها القديم لتغيير العالم أو الواقع، الذي لا تغيره الكلمة بسهولة كما يأمل الكتاب والشعراء منذ القدم. وهذا الاتجاه إلى الذات أو عالم الباطن لا يعني التقوقع أو الانكفاء، أو الكف عن الفعل والتواصل، ولا يتنافى على الإطلاق مع الحفاظ على علاقته الأمينة الخالية من الكذب أو المداراة أو المداهنة، بالمجتمع الذي اختار الحياة فيه، ولم يصده سقوط أقنعته عن مواصلة المشاركة الفعالة في بنائه. وهو كذلك لا يتنافى مع الحفاظ على «الرسالة» الأبدية للكلمة في الإبلاغ والتنبيه والتنبؤ، والتحذير والتبشير أيضا بالمستقبل الأفضل والأعدل والأكمل، مع الحرص على الدوام - ورغم انتقاله من مخاطبة الآخر إلى مناجاة الذات - على دوره الجوهري في إقامة الجسور بين الشاطئين البعيدين.
ذلك - في تقديري المتواضع - هو الطابع الذي ما يزال غالبا على شعره، على الرغم من غلبة الاتجاه للمناجاة الذاتية على إنتاجه خلال السنوات العشر الأخيرة، وبالأخص في آخر دواوينه الذي تجده في هذا الكتاب، وهو: «هكذا تكلم عبد الله».
الفصل الرابع
هكذا تكلم عبد الله
(أ) لجأ الشاعر إلى منفاه الداخلي، ورجع الشعر إلى جوهره الحقيقي من الذات إلى الذات.
अज्ञात पृष्ठ