क्रांतिकारी नेता अहमद उराबी
الزعيم الثائر أحمد عرابي
शैलियों
التعهد بسحب هذا الجيش حين جلاء الجيش الإنجليزي عن مصر.
وقد رفضت الحكومة التركية هذه الشروط، فكان ذلك سببا في تعطيل إرسال جيشها، ولو رضيت بأي شروط تضعها إنجلترا، وبادرت بإرسال جيشها لكان ذلك خيرا وأخف ضررا من إحجامها عن إنفاذه؛ لأن مجرد وجود جيش تركي أو أي جيش آخر بجوار الجيش الإنجليزي يحول دون استقرار الأخير في البلاد، ويؤدي لا محالة إلى إجلاء الجيشين معا، كما حدث حين أرسلت كل من إنجلترا وتركيا جيشا لإجلاء الفرنسيين عن مصر سنة 1801، فإن وجودهما معا أدى إلى جلائهما عن البلاد في ذلك الحين.
وقد أعلنت إنجلترا على لسان اللورد دفرين أنها لا تقبل اشتراك الجيش العثماني المتضمنة شروط هذا الاشتراك.
وفي غضون مهزلة المفاوضات التي جرت في هذا الصدد، طلب اللورد دفرين من سعيد باشا الصدر الأعظم أن يعلن السلطان عصيان عرابي، وأن يقترن هذا الإعلان بالاتفاق على اشتراك الجيشين في مصر، وأخيرا وقع الطرفان على هذا الاتفاق في 5 سبتمبر سنة 1882، وهو يقضي بإرسال ثلاثة آلاف جندي عثماني إلى بورسعيد، وفي الوقت نفسه أعلن السلطان عصيان عرابي في منشور طويل نشرته صحف الآستانة يوم 6 سبتمبر.
لم تكن إنجلترا تقصد بهذا الاتفاق احترامه وتنفيذه، فإنها عجلت بإخماد الثورة قبل أن تتحرك تركيا إلى إرسال جيشها ... بل كان غرضها إذاعة إعلان السلطان عصيان عرابي أثناء زحفها، لتتخذ منه وسيلة لإضعاف قوة الجيش المصري وإيقاع الفرقة والانحلال في صفوفه، وصرف القلوب عن تأييد عرابي في القتال، ولو ترك السلطان وشأنه لما فكر في هذا الإعلان؛ لأنه في خاصة نفسه لم يكن يعطف على الخديو توفيق، ولا كان يميل إلى تثبيت سلطته، ولكن السياسة الإنجليزية ألحت وتهددت واستخدمت كل الوسائط، ومنها الرشوة لدى رجال المابين حتى أصدر السلطان إعلانه المشئوم ...
ولما هزم عرابي في واقعة التل الكبير بادر اللورد «دفرين» إلى إبلاغ الباب العالي أنه بهزيمة العرابيين لم يعد ثمة موجب لإرسال جيش عثماني؛ لأن الجيش الإنجليزي قد انتهى من مهمة إخماد الثورة!
فإعلان عصيان عرابي والحرب قائمة، هو تدبير منطو على المكر والخبث، وضعته إنجلترا لإضعاف قوة المقاومة في مصر، وتمكين جيشها من احتلال البلاد، وهي التي طلبت من السلطان ذلك الإعلان كما تقدم بيانه.
وقد ابتهج به الخديو، وعهد إلى سلطان باشا توزيع نسخ من جريدة «الجوائب» التي نشرته، والاتصال بضباط الجيش المصري لاطلاعهم عليه، ووزع عليهم منشورات بهذا المعنى، وتنقل سلطان باشا في البلاد لدعوة العمد والأعيان إلى مساعدة الإنجليز، ولا جرم أحدثت المنشورات تأثيرا كبيرا في حالة الضباط المعنوية. (12) واقعة القصاصين الثانية
في صبيحة يوم السبت 9 سبتمبر سنة 1882 وقعت معركة كبيرة بين المصريين والإنجليز تعد أكبر وقائع الحرب العرابية ... هجم فيها المصريون بقيادة الفريق راشد باشا حسني - المعروف بأبي شنب فضة - على مواقع الإنجليز في القصاصين يريدون استردادها للمرة الثانية، واحتدم القتال نحو ثلاث ساعات، ولكن المعركة انتهت بتراجع المصريين بعد أن كادوا يوقعون بالجيش الإنجليزي.
وكان القائد العام لجيش المصريين هو الفريق راشد حسني، وتقرر أن يتحرك محمود سامي البارودي من الصالحية ليلا، فيصل إلى خط القتال عند مطلع الفجر للإحداق بميمنة العدو، وقد عمل بترتيب الهجوم رسم سلمت منه نسخة لكل أمير من القواد، وفي الثلث الأخير من ليلة 9 سبتمبر قام الجيش على هذا الترتيب، فلما وصل قريبا من العدو أخذ كل مكانه على خط النار، ولكن العدو كان عالما بما استقر عليه الرأي إذ أطلعهم عليه الأميرالاي علي يوسف خنفس (الخائن). فبادر الجيش المصري بإطلاق المدافع واحتدم القتال بين الجيشين، أما جيش الصالحية بقيادة البارودي فإنه تأخر عن الميعاد المحدد له، ولما قرب من مكان الواقعة كان العدو متأهبا لقتاله، فأطلق عليه مدافعه قبل أن يصل إلى مكانه، فتشتت وولى الأدبار، فمنهم من عاد إلى الصالحية، ومنهم من ذهب إلى معسكر رأس الوادي، وأما راشد باشا حسني وعلي باشا فهمي ومن معهما من الجيش، فقد ثبتوا ثبات الأبطال حتى آخر النهار، وجرح راشد باشا حسني برصاصة في قدمه ... وجرح علي باشا فهمي في ساقه، وخسر كل من الجيشين خسارة كبرى من ضرب المدافع والبنادق، التي كانت مقذوفاتها كالمطر في الميدان، وكانت هذه الواقعة أشد حرب نشبت بين العرابيين والإنجليز، إذ كانت قوة الجيشين عظيمة وثباتهما نادر المثيل ...
अज्ञात पृष्ठ