क्रांतिकारी नेता अहमद उराबी
الزعيم الثائر أحمد عرابي
शैलियों
وابتهج الضباط بصدور هذه القوانين، وزادتهم ثقة بوزارة شريف باشا ... وذهب وفد منهم إلى داره وقدموا له شكرهم، وشكر زملائهم على عنايته واهتمام وزارته بإصدارها، وأعربوا له عن حسن مقاصدهم وكامل ثقتهم به وبوزارته، وعاهدوه على ألا يخالفوا له أمرا وأن ينقادوا لإرادة الحكومة، ولا يترددوا في الذهاب إلى أية جهة تأمرهم بالذهاب إليها. (3) عرابي في الشرقية
وقد رغب شريف باشا في نقل زعماء الحركة من القاهرة إلى الأقاليم لكي يخفف من ضغط الحزب العسكري على الحكومة، ويحقق مبدأه الذي تولى الوزارة على أساسه وهو إبعاد الجيش عن السياسة جهد المستطاع، وأقنع عرابي وصحبه بأن مصلحة البلاد تقضي بإبعاد الآلايات التي يتولون قيادتها عن العاصمة حتى تهدأ الخواطر، ويقوى سلطان الحكومة حيال الدول. وزاد في حجة شريف باشا إرسال الحكومة التركية وفدا إلى مصر برياسة علي نظامي باشا، لتحقيق أسباب تمرد الجيش وخروجه على الخديو ... فقد ورد نبأ قيام هذا الوفد من الآستانة في 3 أكتوبر سنة 1881. فاتخذ شريف باشا من هذا الحادث وسيلة لإقناع زعماء الضباط بالابتعاد عن العاصمة، لكي يكون ذلك دليلا قائما على إذعانهم للحكومة وتنفيذهم أوامرها وترك سلطة الحكم في يدها، ولكي يمتنع الاتصال بينهم وبين الوفد العثماني القادم فلا ينفسح المجال أمامه للدس والتفرقة، فاقتنعوا بهذه الحجة، واستقر رأي وزارة الحربية على نقل آلاي عبد العال حلمي إلى دمياط، وآلاي عرابي إلى رأس الوادي بالشرقية ... ويقول عرابي إنهم قبلوا ذلك على شرط صدور الأمر الخديوي بانتخاب النواب لكي يطمئن على إنشاء المجلس النيابي، وفعلا صدر الأمر المذكور في 4 أكتوبر سنة 1881.
وكان سفر الآلايين إلى مقرهما الجديد فرصة للمظاهرات الوطنية التي تجلت فيها حماسة الأهلين وعواطفهم نحو الجيش.
كان آلاي عبد العال حلمي بك هو السابق بالسفر إلى مركزه الجديد، وكان يوم سفره يوما مشهودا، فقد انتقل الآلاي إلى محطة العاصمة مارا وسط المدينة، وسبقه إليها معظم ضباط العسكرية وضباط المستحفظين والبوليس للقيام بواجب التوديع، وامتلأت المحطة بالمودعين، ولما وصل إليها الآلاي أخذ مصطفى بك العناني أحد أعيان القاهرة، ومن كبار تجارها ينشر الورود والرياحين على رءوس العساكر، وسقى الناس شرابا سكريا في ذلك اليوم إكراما للجيش المنقذ للبلاد من هاوية الاستبداد، وحضر محمود سامي باشا البارودي وزير الحربية ليودع الآلاي المسافر يصحبه عرابي بك، وتبودلت الخطب الحماسية في المحطة قبل قيام القطار.
وفي 6 أكتوبر سنة 1881 سافر آلاي عرابي من العاصمة بين مظاهر الحماسة والتكريم ... فتحرك من مركزه بالعباسية في الساعة الثامنة صباحا قاصدا المحطة، وشق المدينة من باب النصر تتقدمه موسيقاه تعزف بألحانها الحربية، فتثير الحماسة في النفوس إلى أن بلغ المشهد الحسيني، فاصطف الآلاي أمام المسجد ... ثم دخل عرابي وزار مقام الحسين رضي الله عنه يصحبه بعض الضباط، وأدار بيرق الآلاي على الضريح الشريف، ودعوا الدعوات الصالحة، ثم خرجوا وسار الآلاي إلى المحطة، مارا بالموسكي ثم شارع البوستة، فشارع كلوت بك، وكانت الشوارع تزخر بالمتفرجين، وازدحمت المحطة بالمودعين، إذ حضر إليها جميع ضباط الجيش المصري ورؤسائه وكثير من الأعيان والتجار وعامة الناس، وتبودلت الخطب الوطنية في المحطة.
ثم تحرك القطار في منتصف الساعة الحادية عشرة قاصدا مدينة الزقازيق، وصحب عرابي في سفره السيد عبد الله نديم - خطيب الثورة - واستقبل وصحبه وجنده في المحطات بمظاهر الفرح والسرور والتكريم، وكان السيد عبد الله نديم يخطب في الناس في كل محطة، واستمرت مظاهر الاحتفالات حتى بلغ القطار محطة الزقازيق، فاستقبل القادمين جمهور الأعيان والأهالي والتجار يتقدمهم أمين بك الشمسي كبير تجار البندر، وهتفوا لعرابي وللجيش هتاف الدعاء، ونثروا على العساكر الورود والأزهار العطرية وسقوهم الشراب السكري، ونزل عرابي من القطار وحيا جميع المستقبلين، وألقى فيهم خطبة حماسية بدأها بقوله:
سادتي وإخواني، أنا أخوكم في الوطنية، واسمي أحمد عرابي. ولدت في بلدة «هرية رزنة» من بلاد الشرقية هذه، فمن عرفني منكم فقد عرفني، ومن لم يعرفني فقد عرفته بنفسي، وها أنا واقف بين أيدي الأهل والخلان.
وأخذ يشيد بما قام به وزملاؤه الضباط.
ثم استأنف القطار السير قاصدا إلى رأس الوادي حيث كان مركز الآلاي ... وبعد أن استقر به عرابي وجنده يومين دعاه أمين بك الشمسي، ودعا معه صحبه من الضباط إلى وليمة شائقة فخمة تكريما لهم، فلبوا الدعوة وألقى عرابي في الوليمة خطبة بمعنى الخطبة السابقة، وشكر أمين بك الشمسي وأثنى عليه الثناء المستطاب، ثم وقف السيد عبد الله نديم وألقى خطبة حماسية، تعالى في أثنائها هتاف الاستحسان من الحاضرين.
وفي اليوم التالي دعي عرابي لوضع الحجر الأساسي للمدرسة الأميرية بالزقازيق ... فلبى الدعوة وحضر الحفلة، ووضع الحجر الأساسي للمدرسة باسم الخديو، وألقى بهذه المناسبة خطبة ذكر فوائد التعليم، وحث الحاضرين على العناية بتعليم أبنائهم؛ ليعدوهم لخدمة بلادهم في المستقبل. (3-1) تعيين عرابي وكيلا لوزارة الحربية
अज्ञात पृष्ठ