क्रांतिकारी नेता अहमद उराबी
الزعيم الثائر أحمد عرابي
शैलियों
الثورة في مرحلتها الأولى
(1) فاتحة الثورة العرابية
كتب عرابي العريضة وتلاها على الحاضرين، فوافقوا عليها ووقع عليها كما وقع معه الأميرالاي علي فهمي بك والأميرالاي عبد العال حلمي بك، ووضع المجتمعون الخطط الكفيلة بالمحافظة على النظام عند قيامهم بما اعتزموه، والمحافظة على حياتهم إذا أرادت الحكومة أن تبطش بهم.
يعد هذا الاجتماع فاتحة الثورة العرابية؛ لأن تعاهد كبار الضباط على مقاومة تنفيذ الأوامر العسكرية، والجهر بمناصبة وزير الحربية العداء والمطالبة بعزله، واختيارهم عرابي رئيسا لهم في هذه الحركة، وحلفهم اليمين على التضامن وإياه، ومفاداته ومفاداة الوطن بأرواحهم ... كل ذلك معناه التمرد والخروج على النظام وتحدي الحكومة والاستهانة بهيبتها وقوتها، أو بعبارة أخرى هي الثورة على الحكومة.
وفي غداة ذلك اليوم - أي في 17 يناير سنة 1881 - ذهب الضباط الكبار الثلاثة: أحمد عرابي بك، وعلي فهمي بك، وعبد العال حلمي بك إلى وزارة الداخلية، وقدموا العريضة إلى خليل يكن باشا وكيل الوزارة، وطلبوا إليه تقديمها إلى رياض باشا ... فذهب إليه، ثم عاد وأخبرهم بأن رياض باشا يطلب أن يقابلوه، فلما قابلوه وعدهم بالنظر في الأمر، ولم تبد منه علامات السخط والغضب.
وبعد أسبوع من هذه المقابلة ذهبوا إلى داره، وقابلوه ثانية وسألوه عما تم في أمر العريضة، فأجابهم متهددا متوعدا، وقال لهم: إن تقديم مثل هذه العريضة يؤدي إلى الهلاك ...
فلم يتراجع عرابي وصاحباه أمام هذا التهديد، وأصروا على طلباتهم، وأبان عرابي أن ما يطلبونه هو حق وعدل. وانتهى الحديث بأن أخبرهم بأنه سينظر في الأمر، وانصرفوا على ذلك. (1-1) واقعة قصر النيل
اجتمع مجلس الوزراء يوم 31 سنة 1881 في سراي عابدين برياسة الخديو، وبحث في أمر هذه العريضة ... فاستقر الرأي على وجوب محاكمة الضباط الثلاثة، والقبض عليهم لتقديمهم إلى المجلس العسكري، وأخذ عثمان باشا رفقي على عهدته تنفيذ القرار، وأن يكون مسئولا إذا حصل ما يخل بالأمن، ولم يعرف الضباط الثلاثة ما قرره مجلس الوزراء في شأنهم، ولم يخطرهم عثمان باشا رفقي بأمر القبض عليهم ... بل نفذه بطريقة ملتوية لا تدل على شعور الحكومة بهيبتها وسلطانها، وذلك أنه تحايل عليهم وأرسل إليهم في مساء ذلك اليوم تذاكر، يدعوهم فيها إلى الحضور لديوان الوزارة بقصر النيل صباح اليوم التالي بحجة المداولة معهم في ترتيب الاحتفال بزفاف الأميرة جميلة هانم شقيقة الخديو ...
فأحس عرابي ورفيقاه المكيدة المدبرة لهم؛ لأنه لم تجر العادة بأن يستدعي وزير الحربية ثلاثة من أمراء الآلايات للمذاكرة في مثل هذا الشأن ... فاستعدوا للدفاع عن حياتهم، واتفقوا على أن يلبوا الدعوة وأن يذهبوا إلى قصر النيل، على أن يصحبهم بعض ضباط الآلاي الأول - آلاي الحرس - وكان مقره بقشلاق عابدين - كعيون يرقبون الحالة عن بعد، لكي يبادروا إلى إبلاغ إخوانهم بما يقع إذا أصاب الضباط الثلاثة مكروه. •••
وصل عرابي وصاحباه إلى قصر النيل، فألفوه غاصا بكبار الضباط الموالين للحكومة، وكان المجلس العسكري منعقدا، فتلا على الضباط الثلاثة الأمر القاضي باعتقالهم ومحاكمتهم، ثم نزعت منهم سيوفهم إيذانا بإنفاذ الأمر ... وكان ذلك حوالي الظهر، وسيقوا إلى قاعة السجن بقصر النيل بين صفين من الضباط الشراكسة، وتقاذفت عليهم ألفاظ الشماتة والسباب، ووقف عليهم الحرس وبأيديهم السيوف مسلولة، وعين عثمان باشا رفقي ثلاثة ضباط بدلهم على آلاياتهم الثلاثة.
अज्ञात पृष्ठ