بورشيا :
بروتاس، سيدي!
بروتاس :
ماذا تريدين؟ وفيم قيامك الساعة؟ لقد يؤذي بدنك الموهون الأسر الواهي القوى أن تستهدفي لنفحات الصباح القارسة.
بورشيا :
وقد يؤذي ذلك بدنك أيضا، لقد تسللت من فراشي بلا رفق ولا حنان، وأمس ونحن على مائدة العشاء ثرت من مجلسك بغتة، وطفقت تجوب أنحاء الحجرة مطرقا مفكرا، تتنفس الصعداء مضموم الذراعين إلى صدرك، ولما سألتك ما خطبك؟ رميتني بنظرات حداد، وألحاظ خشنة قاسية، فألححت عليك، فحككت رأسك، وضربت بقدمك الأرض ضربة القلق المتضجر، ثم لججت عليك تسآلا، فلججت أنت صمتا وحصرا، ولكنك أومأت إلي بيدك إيماء الحنق الغضوب أن أدعك وشأنك، فانصرفت عنك خيفة أن أستزيد غضبك الذي كان يأتج ويتوهج ورجوت أن تكون إحدى سورات النفس وثورات الخاطر التي لا يخلو امرؤ قط من نوباتها في الأحايين، ثم لا تلبث أن تزول. ولقد منعتك الأكل والكلام واللوم، ولو أثرت في صورتك مثلما أثرت في مزاجك لما استطعت أن أعرفك يا بروتاس، سيدي العزيز أطلعني على سبب همك وحزنك.
بروتاس :
ليس بي سوى اعتلال في صحتي، ذلك كل ما بي.
بورشيا :
إن بروتاس لا ريب عاقل، فلو كان خطبه العلة لبادر إلى أسباب شفائها.
अज्ञात पृष्ठ