فقال صفوان في ضجر: قصة معادة يا نفيل.
فقال نفيل في حدة: نعم قصة معادة. لست أحب أن أتستر ولا أن ألتمس العذر لنفسي. نعم قصة معادة تذكرني بها يا أبا عاصم، تجارة يبيع فيها كل امرئ ما عنده، كانت لي عنده تجارة وقبضت ثمنها ثم انقطع ما بيننا. أتسمعني؟ ولكن قيس بن خزاعي لن يبلغ ملكا، أقول لك لن يبلغ ملكا، إنما هي أمنية كاذبة يخدعه الرجل بها، ولن يلقى إلا مثل السهم الذي أصاب أخاه من قبله. لن يقبض سوى الثمن الذي قبضه أخوه محمد بن خزاعي.
وكان في حنقه ينفلت من حرصه المعتاد فيعلو صوته بين حين وحين، والشيخ مطرق إلى جنبه كأنه لا يسمع.
ومضت الحلقة الصاخبة في حديثها، فقال حناطة الحميري يخاطب عدوة الحبشي: ما لي أراك واجما يا عدوة؟
فقال الشيخ الحبشي: أرأيت هذين؟
وأشار إلى صفوان ونفيل وهما يتباعدان.
فقال أنيس كبير سواس الفيلة: وما يعنيك منهما يا عدوة؟
فقال الرجل: وجهاهما ينطقان شرا. وهذا الشيخ الذي كان أبرهة يدخله القصر، أما رأيت وجهه؟
فقال أنيس ضاحكا: لقد أصبحت كاهنا.
فقال عدوة: الحمقى لا يعرفون إلا السخرية.
अज्ञात पृष्ठ