فقال سيف باسما: إلى أين تسير أيها الربان؟
فقال الرجل كأنه لم يسمع سؤالا: هل مثل هؤلاء يحمل شيئا له قيمة؟ ما رأيت في حياتي أكثر منهم خبثا ولا أشد منهم لجاجة ومماكسة في الأجر.
فقال سيف: من هم؟
فقال الربان: هؤلاء الذين تسمع صياحهم وترى تخبطهم، كأنما رأوا الشياطين أمامهم. يضطربون هكذا مثل قطيع من الغنم، كأن حياتهم ذات قيمة. ولو رأيت كيف قلعوا الصاري الأكبر ...
فقاطعه سيف قائلا: وأين تسير بهم؟
فقال الرجل: ليتني أستطيع أن أقذف بهم ها هنا، خذهم إذا شئت فقد يكونون أثمن من بضاعتهم، قد تبيع الواحد بدينار والواحدة بنصف دينار، وفيهن واحدة يقال إنها بمائة ناقة. نسائي طوالق وسفني غوارق إن كنت أقول لك كلمة ...
فقال سيف مقاطعا: ولكنك لم تقل إلى أين تسير، وكنت أود أن أسألك من أين جئت؟
فقال الرجل: ومع هذا فإنهم لا ينقطعون عن الثرثرة. ألم تسمع بأذنك كيف تستطيع إحداهن أن تشتم؟ هكذا يشتمونني أنا. ليتك رأيتهن وهن يطلبن مني كالمجانين أن أسرع إليكم لأطردكم، كأنني خرجت لأطرد من يتعرض لهن. وهذه الجنية الشيطانة التي رأيتها منذ لحظة، أتصدق أنها خنقتني يوما بيديها وكادت تزهق روحي. أتصدق أن فتاة مثلها تفعل ذلك؟ أظنك تبتسم لأنها أعجبتك، لا يغرنك حسنها، فإن أظافرها مثل مخالب القطط.
وغمز بعينه باسما وقال: كلما نزلنا بشاطئ أثارت فيه معركة، ومع هذا فكلهم يسألونني من هي؟ ولو عرفوا حقيقتها لفروا من وجهها. إنها تصبح سيدها بعلقة وتمسيه بعلقة.
فقال سيف: ألها سيد؟
अज्ञात पृष्ठ