قال عبد الملك في قول الله تعالى: {يطوف عليهم ولدان مخلدون. بأكواب وأباريق} قال: الولدان المخلدون هم الذين لا يموتون، والأكواب واحدها كوب من المكوكبات، وهي القصار الأعناق القصيرة العرى، والأباريق واحدها إبريق، وهي المستطيلة الطويلة الأعناق الطويلة العرى. قال: ومثله قوله تعالى: {ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا. قواريرا من فضة} فالآنية: الأقداح، والأكواب التي تشرب لك، وقوله تعالى: {كانت قواريرا. قواريرا من فضة} فالقوارير الزجاج، يعني ذلك الزجاج من فضة، فاجتمع فيها صفاء الزجاج في بياض الفضة، وهي من فضة.
75- هكذا حدثني/ أسد بن موسى، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة في تفسير ذلك كله.
76- وحدثني ابن عبد الحكم، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لو أخذت فضة من فضة الدنيا، فضربتها حتى تجعلها مثل جناح الذباب لم تر الماء من ورائها، ولكن آنية الجنة من فضة في صفاء القوارير، وبياض الفضة.
قال عبد الملك: وأما قوله: {قدروها تقديرا} فإنها قدرت على قدر أكف الخدم، وعلى قدر ري الشارب بها لا تعضل عنه، ولا تنقص من مبلغ شهوته، ولا زيادة فيها، ولا نقصان مما يحب.
77- كذلك حدثني أسد بن موسى، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والقرظي، وعبد الله بن عمير الليثي في تفسير ذلك كله.
ما جاء في طعام أهل الجنة، وأكلهم
78- قال عبد الملك: وحدثني أسد بن موسى، عن النضر بن معبد، عن أبي قلابة، عن عبد الله بن سلام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول طعام أهل الجنة؟ فقال: ((كبد الحوت)).
79- قال: وحدثني ابن عبد الحكم، عن مالك بن أنس أنه سمع أنه أول ما ينزل لأهل الجنة حوت، وثور يظل الثور نافشا في الجنة يأكل من شجر الجنة ويظل الحوت سابحا في أنهار الجنة، فإذا دخل أهل الجنة الجنة/ دعي بالثور والحوت فيلعبان لأهل الجنة بكل لعبة، ويتعاركان جميعا يلذذان أهل الجنة، ثم يضرب الثور الحوت بذنبه، ويضرب الثور الحوت بقرنه، فيصير ذلك ذكاة لهما، ثم يأكلون من لحومهما ما اشتهوا يجدون في لحومهما طعم كل شيء في الجنة.
पृष्ठ 27