============================================================
تكرهون شيئا قضاة الله فيكم ؟ فهذا ونحوه من ذتوب القلوب وأنتم غافلون قد أحسب قراءكم مصرين عليها وما تشعرون الا فجاهدوا أنفسكم على الانتقال من الأخلاق المذمومة، ولا تستصفروها(1) فإنه بلغتا : آن من إستصغر ذنبا فقد استصغر بوعيد الله جل وعز(2).
اخواي : فراقبوا من يعلم السر وأخفي؛ أن تصروا على شيء من مكاره الله عز وجل فليس مع الاصرار صغيرة، وقد بلغنا أن بعض الصحابة قال : "الاصرار على الذنوب كفر ومعصية "(3). وما أصر عليه العبد فهو من الكبائر : وبعد: فإن صاحب الكبائر مع الانابة اقرب إليه العفو من المصر على الصغائر. وقد بلغنا أن الله عز وجل يقول : لا أقبل عثرة المصرين في الدنيا والآخرة، لا شيء أعظم عندي من الإصرار، الا وانما اشتد الغضب على المصرين لقلة اكتراثهم بتراكم الأوزار عليهم، واستهانتهم بسخط الجبار، أعاذنا الله ولياكم من الإصرار، فإنه أمر عظيم. وسلك بنا وبكم سبيل المصطفين الأخيار.
(1) في الأصل: تستصغرونها (2) حديث من إستصغر فنا : أخرجه ابن أي الدتيا في التوبة، والبيهقي في الشعب، وسنده ضعيف . أنظر : (الاحياء: 4 /47) (3) لأنه استحلال ضيني لها، الا إن صاحبها ندم وسخط على النفس
पृष्ठ 114