104

============================================================

الباب الثامن في العزلة اخواني : وأحذركم مخالطة الناس، فإن جميع التعدي والاوزار مجموع في غالطتهم ومعاشرتهم وما تشعرون، وإنما يعلم ذلك أهل الورع والمحاسبة، ولسنا مما تسلم بديننا إذا اجتمع شياطين الانس والجن ونحن كبعضهم - يوحي بعضنا إلى بعض زخرف القول عزورا . الا فعاشروا من الناس رجلين.

أحدهما : يعين على البر والتقوى . والآخر : يعين على أحوالك من الدنيا. فإن جمع الله المعونة على الدين والدنيا في رجل واحد فتمسك(1) به وجانب من سواه، فان جميعهم ضرر في الدين إلا المعين على البر.

الا وان فضل السلامة في مجانبة الناس ، و[هي ](2) أجزل ثوابا، وأعظم ممسا تخشون وكذلك بلغنا أن العبادة عشرة أجزاء. واحد منها في الصمت.

وتسعة في مجانبة الناس: وقد نصحت لكم إن قبلتم، والقابلون هذا قليل، والصبر على الوحدة شديد، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وفقنا الله وإياكم لكل خير برحمته. الا فزايلوا الناس بالقلوب، وواصلوهم بالسلام [و)](2) بما يجب من حقوق المسلمين (1) في الأصل : تمسك.

(2) ما بين المعقوفتين : سقطت من الأصول وأضفتها لاستقامة المعنى: (3) ما بين المعقوفتين : سقطت من الأصول

पृष्ठ 104