वाक़ात-ए-सिफ्फीन
وقعة صفين
(*) ألا إن الحرب شرها ذريع، وطعمها فظيع، وهى جرع متحساة، فمن أخذ لها أهبتها، واستعد لها عدتها، ولم يألم كلومها عند حلولها، فذاك صاحبها.
ومن عاجلها قبل أوان فرصتها واستبصار سعيه فيها، فذاك قمن ألا ينفع قومه، و [ أن ] يهلك نفسه.
نسأل الله بعونه أن يدعمكم بألفته (1).
ثم نزل.
فأجاب عليا إلى السير (2) والجهاد جل الناس، إلا أن أصحاب عبد الله بن مسعود أتوه، وفيهم عبيدة السلمانى (3) وأصحابه، فقالوا له: إنا نخرج معكم، ولا ننزل عسكركم، ونعسكر على حدة حتى ننظر في أمركم وأمر أهل الشام، فمن رأيناه أراد ما لا يحل له، أو بدا منه بغى، كنا عليه.
فقال على: مرحبا وأهلا، هذا هو الفقه في الدين، والعلم بالسنة، من لم يرض بهذا فهو جائر خائن.
وأتاه آخرون من أصحاب عبد الله بن مسعود، فيهم ربيع بن خشيم (4) وهم يومئذ أربعمائة رجل، فقالوا: يا أمير المؤمنين إنا شككنا في هذا القتال على معرفتنا بفضلك، ولا غناء بنا ولا بك ولا المسلمين عمن يقاتل العدو، فولنا بعض الثغور نكون به (5) تم نقاتل عن أهله.
فوجهه على (6) على ثغر الرى، فكان أول لواء عقده بالكوفة لواء ربيع بن خثيم.
__________
(1) ح: " بالفيئة ".
(2) في الأصل: " فأجابه إلى السير "، والوجه ما أثبت من ح.
(3) عبيدة، بفتح أوله.
وهو عبيدة بن عمرو ويقال ابن قيس بن عمرو السلمانى، بفتح السين المهملة وسكون اللام، نسبة إلى سلمان بن يشكر بن ناجية بن مراد.
أسلم قبل وفاة النبي بسنتين ولم يلقه.
روى عن ابن مسعود وعلى، وروى عنه محمد بن سيرين، وأبو إسحاق السبيعى، وإبراهيم النخعي وغيرهم.
وقال ابن نمير: كان شريح إذا أشكل عليه شئ كتب إلى عبيدة.
توفى سنة 72 وقيل ثلاث، وقيل أربع.
الإصابة 6401 والمعارف 188 وتقريب التهذيب، ومختلف القبائل ومؤتلفها لمحمد بن حبيب ص 30.
(4) خثيم، بهيئة التصغير.
انظر الاشتقاق 112 وشرح الحيوان (4: 292).
(5) ح (1: 283): " نكمن به ".
(6) ح: " فوجه على عليه السلام بالربيع بن خثيم ".
पृष्ठ 115