قال هو مهر لك. فأما قتل علي (ع) فلا أراك ذكرته لي وأنت تريديني قالت بلى التمس غرته. فان اصبت شفيت نفسك ونفسي ويهنئك العيش معي وان قتلت فما عند الله غير من الدنيا وزينتها وزينة أهلها. قال فوالله ما جاء بي الى هذا المصر الا قتل علي فانك ما سألت. قالت اني اطلب لك من يسند ظهرك ويساعدك على أمرك. فبعثت الي رجل من قومها من تيم الرباب يقال له وردان فكلمته فأجابها وأتى ابن ملجم رجلا من اشجع يقال له شبيب ابن بجرة. فجاؤا الى قطام وهي في المسجد الأعظم معتكفة فقالوا لها : قد أجمع رأينا على قتل علي : قالت فاذا اردتم ذلك فأتوني. ثم عاد اليها ابن ملجم في ليلة الجمعة التي قتل في صبيحتها علي (ع) سنة اربعين للهجرة. فقال : هذه الليلة التي واعدت فيها صاحبي فعصبتهم وأخذوا أسيافهم ودخلوا المسجد فناموا حتى طلوع الفجر حتى اذا جاء علي (ع) ليؤدي فرض الصبح فأمهلوه حتى اذا سجد السجدة الأولى ورفع رأسه من السجدة ضربه عبد الرحمن بسيفه فشق رأسه الى موضع سجوده وقد ضربه شبيب فوقعت ضربته بالاسطوانة وهرب وردان حتى دخل منزله فدخل عليه رجل من بني أبيه وهو ينزع الحرير عن صدره فقال ما هذا الحرير والسيف : فأخبره بما كان وانصرف فجاء
पृष्ठ 291