============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد ذلك مما حظره عليك؟ وكيف جعل لك ما له بمحض الكرم؟
وايجادك من العدم، وإن لم يكن من شيء ومن شيء هنا عبارة عن شيء موجود آوجدك منه، بل قدرة الله تعالى آقدر من ذلك، بل اسم العدم موجؤد ليتبئن به الوجود والعدم، وهو شيء في نفسه فخلقك من لا شيء وكذلك جميع الآشياء أوجدها من لا شيء وخلقك على أحسن حلق وفي أحسن تقوتم وجعل لك سمعا وبصرا وعقلا وإدراݣا وذوقا وحواسثا ولمسا ومساما لقدرك بذلك جميع الكائنات والمعلومات.
ولن يسع هذا الكتاب ذلك ولو أن ملء الأرض أوراق وأقلام لا يحصون ما لله تعالى من النعمة،، وما أوحده من العوالم، وفي قوله تعالى: وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نغمت الله لا تخصوها} [إبراهيم:34] كفايةه ومقصودنا أن تعلم أتك وإن كنت ملكا على الموجودات في تسخيرها لك وتعلق علمك بها وعدم علمها بك، واستيلاؤك عليها بالقهر والغلبة لما ملكك الله تعالى- فأنت تعلم عجزك في نفسك، وآتك آنت ما خلقت نفسك، وأن لك موجذا أوجدك، إذ تعحز عن آن تشبع في وقت الجوع، وعن الجوع في وقت الشبع، وعن
ادخال الطعام في جوفك، وعن إخراج الروية من حوفك، وإذا تعسرت عليك هلكت، وكذلك البول أو الفسوه الول واا ر حترك ن من يرى هلا أوتعس افة ال ورى فمن كان هذه المثابة يقل أو يعتقد في نفسه أنه خلقها أو خلق غيرها، فكيف لو آلمه ألم في رأسه؟ أو ضرب عليه عرق في ج رسمه؟ أو وجعته عينه أو ضرسه؟ كيف يجده عند هذه النوازل الضعيفة بالنسبة إلى حلق الله تعالى لما هو آكبر منها؟ وما تواعده الكفار والعصاة يوم القيامة؟ وما يوحد من الآلام التي هي أكبر منها؟.
وهذه حقائق ذوقية لا تقدر على إنكارها من نفسك، فإن حلاوة العسل ومرارة الصبر لا يقوم عليهما دليل؛ لأن ذوقهما أوضح من دليلهما.
فلو قهرت شخصا على آن يعتقد آن الصبر حلؤ أو العسل مژ لما حصل له الاعتقاد بالقهر، وإن أقر كرها فلا يعتقده، وإن مات فإن الحقائق لا تبدل.
पृष्ठ 22