1648 ; كل ضامر يأتين من كل فج عميق } ( الحج : 27 ) | وفي موضع آخر من كتاب ( شعيا ) : ( سيبعث من الصبا قوما فيأتون من المشرق مجيبين أفواجا كالصعيد كثرة ، ومثل الطيان الذي يدوس برجليه الطين ) والصبا يأتي من مطلع الشمس ، يبعث الله من هناك قوما من أهل خراسان وما ضاهاها . | فمن الذي هو نازل بمهب الصبا فيأتون مجيبين بالتلبية أفواجا كالتراب كثرة و ( من ) مثل الطيان الذي يدوس برجليه الطين ؟ | يريد أن منهم رجالا كالين ، وقد يجوز أن يكون أراد الهرولة إذا طافوا بالبيت . | قال ابن قتيبة : وقال في ذكر الحجر المستلم : قال شعيا : ( قال الرب السيد : هأنا ذا مؤسس بصهيون وهو بيت الله حجرا في زاوية مكرمة ) . | والحجر في زاوية البيت ، والكرامة أن يستلم ويلثم . | وقال شعيا في ذكر مكة : | ( سيري واهتزي أيتها العاقر لم تلد ، وانطقي بالتسبيح وافرحي إذ لم تحبلي ، فإن أهلك يكونون أكثر من أهلي ) . | يعني بأهله أهل بيت المقدس من بني إسرائيل . | أراد أن أهل مكة يكونون بمن يأتيهم من الحجاج والعمار أكثر من أهل بيت المقدس . | فشبه مكة بامرأة عاقر لم تلد ، لأنه لم يكن فيها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إسماعيل وحده ، ولم ينزل بها كتاب . | ولا يجوز أن يكون أراد بالعاقر بيت المقدس ، لأنه بيت الأنبياء ومهبط الوحي ، ولا يشبه بالعاقر من النساء . | وفي ( شعيا ) أيضا من ذكر مكة : | ( قد أقسمت بنفسي كقسمي أيام نوح الا أغرق الأرض بالطوفان ، كذلك أقسمت أن لا أسخط عليك ولا أرفضك ، فإن الجبال تزول والقلاع تنحط ، ونعمتي عليك لا تزول ) . | ثم قال : ( يا مسكينة يا مضطهدة هأنا ذا بان بالحسن حجارتك ، ومزينك بالجواهر ، ومكلل باللؤلؤ سقفك ، وبالزبرجد أبوابك ، وتبعدين من الظلم فلا تخافي ، ومن الضعف فلا تضعفي ، وكل سلاح يصنعه صانع فلا يعمل فيك ، وكل لسان وكل لغة تقوم معك بالخصومة تفلحين معها ) . | ثم قال : ( وسيسميك الله اسما جديدا ) . | يريد أنه سمي المسجد الحرام وكان قبل ذلك يسمى الكعبة . | ( فقومي فأشرقي ، فإنه قد دنا نورك ووقار الله عليك ) . | ( انظري بعينك حولك ، فإنهم مجتمعون ، يأتيك بنوك وبناتك غدوا فحينئذ تسرين وتزهرين ، ويخاف عدوك ويشبع قلبك ، وكل غنم قيدار مجتمعة إليك ، وسادات بناوت يخدمونك ) . | وبناوت هو ابن إسماعيل . | وقيدار هو أبو النبي صلى الله عليه وسلم وهو أخو بناوت . | ثم قال : ( وتفتح أبوابك دائما الليل والنهار ، لا تغلق ، ويتخذونك قبلة ، وتدعين بعد ذلك مدينة الرب ) . | أي : بيت الله عز وجل . | وفي موضع آخر من ( شعيا ) : | ( ارفعي بصرك إلى ما حولك تستبهجين وتفرحين ، من أجل أنه يصل إليك ذخائر البحر ، ويحج إليك عساكر الأمم ، حتى تعمرك قطر الإبل المؤبلة ، وتضيق أرضك عن القطرات التي تجمع إليك ، وتساق إليك كباش مدين ، ويأتيك أهل سبأ وتسير إليك بأغنام قيدار ، ويخدمك رجالات بناوت ) . | يعني سدنة البيت ، إنما هم من ولد بناوت بن إسماعيل . |
( ذكر طريق مكة في شعيا )
قال ابن قتيبة : ذكر طريق مكة في ( شعيا ) : | وفي ( شعيا ) عن الله
पृष्ठ 65