عن صفية بنت حيي قالت : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل قباء غدا عليه أبي حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين . | قالت : فلم يرجعا حتى كان غروب الشمس ، فأتيا كالين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينا ، فهششت إليهما فما التفت إلي أحد منهما مع ما بهما من الهم ، فسمعت عمي أبا ياسر يقول لأبي : أهو هو ؟ | قال : نعم والله . | قال : أتثبته وتعرفه ؟ | قال : نعم . | قال : فما في نفسك منه . | قال : عداوته والله ما بقيت أبدا . | ومن حديث مخيريق وكان حبرا عالما كثير المال من النخل ، وكان يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفته وغلب عليه إلف دينه ، فلم يزل على ذلك حتى كان يوم أحد ، وكان يوم السبت . | فقال : يا معشر اليهود والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق . | قالوا : فإن اليوم يوم السبت . | قال : لا سبت . | ثم أخذ سلاحه وخرج حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأحد ، وكان يوم السبت ، وعهد إلى من ورائه من قومه : إن قتلت هذا اليوم فمالي لمحمد يصنع فيه ما أراه الله تعالى . فقاتل حتى قتل فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني يقول : ( مخيريق خير يهود ) . وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أمواله فعامة صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم منها .
पृष्ठ 52